الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> يا أيّها الركب قفوا بي ساعة >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- يا أيّها الركب قفوا بي ساعة
- أَقْضِ لرَبْعٍ في الحمى دُيونا
- ولم أَشِمْ وامضَ برقٍ لامعاً
- إلاّ ذكرت الثغر والجبينا
- وحين لاح الشيب في مفارقي
- وكان ما لم أرضَ أنْ يكونا
- وما خَلَفْتُ للغرام طاعة
- وما نكَثْتُ حبلها المتينا
- أَئِنُّ ممّا أضْمَرَتْ أضالعي
- وكنتُ ممّن أعلنَ الأنينا
- وما وجدتُ في الهوى على الهوى
- غيرَ بكائي للأسى معينا
- يا صاحبيَّ والخليلُ مسعدٌ
- إنْ لم تعينا كلفاً فبينا
- ............
- ومارَسَ الأيام والسنينا
- وأَرَّقتْني الوُرْقُ في أَفنانها
- تردّد التغريد واللحونا
- كم أجّجت من الفؤاد لوعة ً
- وأَهْرَقَتْ من عَبرة شؤونا
- كم أرغمتْ أنفَ الحسود سطوة ً
- وغمرت بالبّر معتفينا
- يا شدَّ ما كابد من صبابة ٍ
- في صبوة ٍ عذابها المهينا
- وفارق المَوْصِلَ في قدومه
- ليثٌ هِزَبرٌ فارق العرينا
- من أشرفِ الناس وأعلى نسباً
- وكان من أندى الورى يمينا
- وكلَّما أَمْلَتْ تباريحَ الجوى
- تَفَنَّنَتْ بِنَوْحها فنونا
- عوَّدَهُ على الجميل شيمة ٌ
- وأورثته شدّة ً ولينا
- وحلَّ في الزوراء شهمٌ ماجدٌ
- نقرُّ في طلعته العيونا
- أولئك القوم الذين أَنْجبَتْ
- أصلابها الآباء والبنينا
- وَطَوَّقَتْه في العُلى أطواقها
- وَقَلَّدَتْه دُرَّها الثمينا
- وأَظهروا ما أضْمروا من كيدهم
- وكان في صدورهم كمينا
- يحفظك الحافظ من كيد العدى
- وكان حصناً حفظه حصينا
- وخَيَّبَ الله به ظنونَهم
- وطالما ظَنُّوا به الظنونا
- وعذتُ بالرحمن وهي عوذة ٌ
- أخزتَ به شيطانها اللعينا
- لو كان للأيام وجهٌ حسنٌ
- كان لها الوجنة والعيونا
- قد طبعو على الجميل كُلّه
- وإنْ أساءَ الدهر محسنينا
المزيد...
العصور الأدبيه