الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> نَعَمْ ما لهذا الأمر غيرك صالحُ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- نَعَمْ ما لهذا الأمر غيرك صالحُ
- وإنْ قيل هَلْ من صالحٍ قيل صالحُ
- سَعَيْتَ إلى نيل العُلى غيرَ كادحٍ
- وغيرك يسعى للعلى وهو كادح
- وتاجرت للمجد الذي أنت أهله
- وأنت بهاتيك التجارة رابح
- فهنِّيتَ من بين الشيوخ بخلعة ٍ
- شذاها بأقطار العراقين فائح
- مطارُ فخار طار في الأرض صيته
- فأنتَ مقيمٌ وهو في الأرض سائح
- بعلياك قد شدّ الوزارة أزْرَها
- وزيرٌ لأبواب الأبّوة فاتح
- وإنَّ مشيراً قد أشار بما رأى
- مشيرٌ لعمري في الحقيقة ناصح
- رأى بابن عيسى بعد عيسى صلاحها
- وفي صالح الأعمال تقضى المصالح
- ورجح منك الجانب الضخم في العلى
- وفي الناس مرجوح وفي الناس راجح
- لعلّ بك النار التي شبّ جمرها
- من القوم تُطفى وهو إذ ذاك لافح
- وقد طوَّحَتْ من بعد عيسى وبندر
- وفهدٍ بهاتيك الديار الطوائح
- بَكَتْها وَقَد تبكي المنازل أعْيَنٌ
- وناحَتْ على تلك الرسوم النوائح
- وكانت أمورٌ قد أصابت فدَّمرت
- وما حَسْنَتْ في العين منها المقابح
- أمورٌ قضت إنْ لا يرى الأمن قاطنٌ
- لديها ولم يفرح بما كان نازح
- وَجَرَّت من الأرزاء كلّ جريرة
- وسالت ولكن بالدماء الأباطح
- وقد جرّدوها بعد آل محمد
- مثقَّفة ً تدمى وبيض صفائح
- وكانت حروب يعلم الله أنّها
- سعيرٌ أهاجَتْه الرياح اللوافح
- وما نفعت فيهم نصيحة ناصح
- وهل نفعت في الجاهلين النصائح؟
- فذلك مقتول وذلك قاتل
- وذلك مجروح وذلك جارح
- إلى أن بَلَغْتَ اليوم ما قد بلغته
- وما هذه الأقسم إلاّ منائح
- ولاحت لنا منك المعالي بروقها
- وبرق المعالي من محياك لائح
- وما أنت عمّا تبتغيه ببارح
- وغيرك عنها لا محالة بارح
- وإنْ أحجمَ المقدام عن طلب العلى
- فإنّك مقدامٌ إليها وجامح
- وإن غضَّ طرفٌ عن مكارم ماجد
- فلا طرف إلاّ نحو جدواك طامح
- نعم أنتم البحر الخضمُّ لوارد
- وأينَ من البحر الخضم الضحاضح
- منحت الذين استمطروك مكارماً
- وكل كريم بالمكارم مانح
- ليأْمَنَ في أيّامك الغرّ خائفٌ
- ويصدَح في روض البشارة صادح
- فخذها لدى علياك أولّ مدحة
- ولي فيكم من قبل هذا مدائح
المزيد...
العصور الأدبيه