الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> لقدْ خَفَقَتْ في النّحر ألوية ُ النَّصْرِ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
لقدْ خَفَقَتْ في النّحر ألوية ُ النَّصْرِ
عبد الغفار الأخرس
- لقدْ خَفَقَتْ في النّحر ألوية ُ النَّصْرِ
- وكانَ انمحاقُ الشَّرِّ في ذلك النّحر
- وفتحٌ عظيمٌ يعلمُ الله أنَّه
- ليستصغر الأخطار من نوب الدهر
- عَلَتْ كلماتُ الله وهيَ عليَّة ٌ
- بحدّ العوالي والمهنَّدة البيتر
- تبلَّج دينُ الله بعدَ تَقَطُّبِ
- ولاحت أسارير العناية والبشر
- محا البغيَ صمصام الوزير كما محا
- دُجى الليل في أضوائه مطلع الفجر
- وكرّ البلا في كرباء فأصبحت
- مواقف للبلوى ووقفاً على الضر
- غداة أبادت مفسدي أهل كربلا
- وكرَّت مواضيه بها أيَّما كرّ
- فدانت وما دانت لمن كان قبله
- من الوُزَراء السابقين إلى الفخر
- وما أدركوا منها مراماً ولا مُنى ً
- ولا ظفروا منها بلبٍّ ولا قشر
- وحذَّرهم من قبل ذلك بطشه
- وأمهلهم شهراً وزاد على الشهر
- وعاملهم هذا الوزير بعدله
- وحاشاه من جور
- وأنذرهم بطشاً شديداً وسطوة ً
- وبالغ بالرُّسلِ الكرام وبالنُّذر
- ولو يصبر القوم الوزير عليهم
- لقيل به عجز وما قيل عن صبر
- وصال عليهم عند ذلك صولة
- ولا صولة َ الضرغام بالبيض والسمر
- وسار بجيش والخميس عرمرم
- فكالليل إذ يسري وكالسيل إذ يجري
- وقد أفسدوا شرّ الفساد بأرضهم
- إلى أن أتاهم منه بالفتكة البكر
- رمتهم بشهب الموت منه مدافعٌ
- لها شررٌ في ظلمة كالقصر
- رأوا هول يوم الحشر في موقف الردى
- وهل تنكر الأهوال في موقف الحشر؟
- فدمّرهم تدمير عادٍ لبَغْيهم
- بصاعقة ٍ لم تُبْقِ للقوم من ذكر
- ألم ترهم صرعى كأنَّ دماءهم
- تسيل كما سالت متعقة الخمر
- وكم فئة ٍ قد خامر البغيُ قلبَها
- على أنَّها بأحبولة الحصر
- فراحت بها الأجساد وهي طريحة ٌ
- تداس على ذنب جنته لدى الوزر
- فإنَّ مرادَ جارٍ على الورى
- ولا بدّ أنْ يجرى ولا بد أن يجري
- تجول المنايا بينهم بجنودها
- بحيث مجال الحرب أضيق من شبر
- تلاطمَ فيها الموجُ والموجُ من دمٍ
- تلاطمَ موجِ البحر في لجَّة البحر
- فلاذوا بقبر ابن النبيّ محمد
- فهل سُرَّ في تدميرهم صاحب القبر
- فإن تركوا لا تترك السيف قتلهم
- وإن ظهروا باؤوا بقاصمة الظهر
- ولا برحت أيّامه الغرُّ غرَّة ً
- تضيءُ ضياء الشمس في طلعة الظهر
- ولا زال في عيدٍ جديد مؤرِّخاً
- فقد جاءَ يوم العيد بالفتح والنصر
المزيد...
العصور الأدبيه