الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> قَدِمْتَ فحيّاك المهيمنُ بندرا >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- قَدِمْتَ فحيّاك المهيمنُ بندرا
- لترجعَ مسروراً وتمضي مُظفَّرا
- وأقبلتَ بالعيد السعيد مبجّلاً
- فهلَّل هذا العيد فيك وكبّرا
- بشهرٍ محيّاك استهلّ هلالهُ
- فقُلنا هلالُ العيد لاح مبشّرا
- فلا ليلَ إلاّ فيك أصبحَ مقمراً
- ولا صبحَ إلاّ في جبينك أسفرا
- وقلتُ لنفسي والأمانيّ لم تزل
- تخيّل لي إمكان ما قد تعذّرا
- عسى أنْ أرى من بعد عيسى وبندر
- ببندر ما قد كنت في بندر أرى
- رعيتُ بهم روض المكارم مزهراً
- وأُسقِيتُ منهم عارض الجود ممطراً
- وكانوا على روض المجرّة أمّة ً
- تفجَّرَ من أيديهم الجود أنهرا
- وتلك ديار أورِثوها منيعة ً
- حَمَوْها ببيض تقطر الموت أحمرا
- فكم طائل قد رامهم بخديعة
- ولكنّه ما طال إلاَّ وقصّرا
- وكم قائل لي هلْ وجدت نظيرهم
- فقلتُ له أين الثريا من الثرى
- ذكرت وما ينساهم القلب ساعة
- على أنّني فيهم أذوب تَذَكرا
- زماناً بهم طلق المحيّا ومنزلاً
- من العزّ أمسى بالحديد مسوّرا
- تدرّ علينا الخير أخلافها المنى
- وكان لنا في الدهر أنْ نتخيّرا
- ألم تنظر الأيام كيف تبدَّلَتْ
- بأحوالها والدهر كيف تغيّرا
- وكانتْ أمورٌ ما هنالك بعدها
- يكادُ لها الجلمود أنْ يتفطرا
- وقَد كان ذاك المنهل العذب صافياً
- بهم قبل هذا اليوم حتى تكدّرا
- وقامت لها ساق على سوق فتنة
- تباع بها الأرواح بخساً وتشترى
- إلى أنْ تلافيتَ العشيرة فکرعَوَتْ
- وأصبح فيها آمراً ومؤمَّرا
- وأَخْمَدْتَ تلكَ النار بَعدَ وقودها
- وقد أوشكتْ لولاك أنْ تتسعّرا
- جمعتهم بعد الشتات وسستهم
- وأَقْصَيْتَ منهم من عَصى وتكبّرا
- وما راح يستغني عن الرأي عسكرٌ
- وكم دمّر التدبير والرأي عسكرا
- وما كان أقواها لديك قبيلة
- لو کنتصرت للبأس نصراً مؤزّرا
- إذا الحرُّ ألفى الضيمَ شرط حياته
- رأى الرأي فيها أنْ يموتَ ويقبرا
- لقد فاز من أصبحتَ في الناس شيخهم
- ومن كنتَ فيه هادياً ومدبّرا
- دعوتهم للخير إذ ذاك دعوة ً
- كشفتَ بها عنهم من الضُرِّ ما عرا
- سلكتَ سبيلَ الأوّلين فلم تَحِدْ
- عن الرُّشد أو تُلقى عن الورد مصدرا
- سَعَيْتَ إلى المجد الأثيلِ مُوَفَّقاً
- ومن حلَّ بالتوفيق صدراً تصدّرا
المزيد...
العصور الأدبيه