الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> سَلَّمَهُ الرَّبُّ من الأسْواءِ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- سَلَّمَهُ الرَّبُّ من الأسْواءِ
- ميسَّراً للحمد والثناء
- وأسأل التيسير في رؤيته
- بالمصطفى الهادي وآل بيتهِ
- وبعد فالشوق الكثير الزائد
- منّي إليك طارف وتالد
- أشتاقكم شوق المشيب للصِّبا
- والصبّ يشتاق لأرواح الصَّبا
- والمغروم العاشق من يهواه
- إذا دعاه للمنى هواه
- لا سيما لمّا أتى كتابكم
- ولذّ لي في طيِّه خطابكم
- كأنّه ترجم عن أشواقي
- وعن صَباباتي وعن أعلاقي
- خَبَّرَ عن قلبٍ عميدٍ وامقِ
- بصاحبٍ بل بصديق صادق
- إنْ نظم الكلام يوماً أو نثرْ
- فإنَّه يقذِفُ من فيه الدُّرر
- بفكرة ٍ ثاقبة ٍ وقَّادة
- وفطنة ٍ عارفة ٍ نقّادة
- أقوالُه في المجد أو أفعالَه
- يَقصرُ عن أمثالها أمثاله
- لله درّ ناظم وناقد
- جواهراً في بحر فَضل زائد
- جاءَ به مبتكراً نظاماً
- قد أبهرَ الأفكار والأفهاما
- وزَيّنَتْ أقلامُه الطروسا
- فأنعشَ الأرواحِ والنفوسا
- وهزَّ كل سامعٍ من طرب
- فكان عندي من أجلّ الكتب
- كأنّه من حسنه حيّاه
- يهزّنا الشوق إلى لقياه
- يجري النسيم في حواشي لفظه
- ويَصدَع الصخرَ بفأس وعظه
- فيا جزاك الله خير ما جَزى
- مادحَ أصحاب العبا مرتجزا
- فكانَ ما قال على فؤادي
- كالماء إذْ بَلَّ غليلَ الصادي
- جاءت به تحمله الرسائل
- وترتضيه العرب الأفاضل
- يتلى فتهتزُّ له المحافل
- من طرب منه فكلٌّ قائل
- أحسنتَ أحسنتَ وأنتَ المحسنُ
- وكلُّ شيء هو منكم حسنُ
- بلَّغكَ الله الكريمُ الأربا
- بالخمسة الذين هم أهل العبا
- العترة اللائي من البتول
- طيّبة الفروع والأصول
- والسادة الغرّ الميامين الأول
- ومن بهم نصّ الكتاب قد نزل
- هذا وإنّي غير خالي البال
- مشوّش الأفكار والأحوال
- حرَّرتْ ما حرَّرتْ من سطور
- معتذِراً إليكَ من قصوري
- وکعذر أخاك إنّه معذورُ
- إذا جرى في ردّه تأخير
- ودُمْتَ بالأمن وبالإيمان
- مُوَفَّقاً في سائِر الأزمان
المزيد...
العصور الأدبيه