الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> سقى الطللَ الغمامُ وجادَ رسما >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- سقى الطللَ الغمامُ وجادَ رسما
- عَفا من عالج لديار سلمى
- وسحَّ على منازلنا بنجدٍ
- مُلِثُّ القَطر تسكاباً وسَجْما
- وعهد في الصَّريمِ مضى وصدَّتْ
- أوانسُ غيدهِ هَجراً وصَرْما
- بحيث الكأس تترعُ بالحميّا
- وعقد الشّمل مثل العقد نظما
- وممّا صبوة ٍ وصباً أصابا
- مراماً باجتماعهما ومرمى
- تساعدني على اللّذّات سعدى
- وتنعم لي بطيب الوصل نعمى
- وتعقرنا العقار وكم عقرنا
- بها من هذه الأحشاء همّا
- وليلٍ ما برحتُ أديرُ فيه
- معتَّقة ً تلذُّ لديَّ طعما
- أزوّجها بابن المزن بكراً
- وأَمْزِجُ صِرْفها برُضاب ألمى
- وأغتنمُ المسَّرة َ بالندامى
- وكانتْ لَذَّة النُّدماء غنما
- رعى الله الشباب وإنْ تولّى
- وذكّرْ عهده يوماً فيوما
- صحا سكرانُ من خمر التصابي
- وبدَّل بعد ذاك الجهل حلما
- وصاخ إلى العذول وكان صبّاً
- يى لوم العذول أشدَّ لوما
- فمن لاحٍ يعنّفه لدمعٍ
- يكفكفه مخافة أنْ ينمّا
- أَرَتْني من حوادثها اللّيالي
- أعاجيباً لها العبرات تدمى
- ومن لي أنْ تسالمني الرزايا
- فما زالت لي الأرزاء خصما
- أُؤَمِّلُ نفس حرٍّ لم تعدني
- أمانيها إلى أجلٍ مسمى
- ضلالاً ما أعلّل فيه نفسي
- وقولي ربّما وعسى ولمّا
- فما لي والخمول وكلّ يوم
- تفوِّقُ لي خطوبُ الدَّهر سهما
- أراني إنْ عزمتُ على مهمٍّ
- ثَنَتْ عَنِّي يد الأَقدار عزما
- وإنّي سوف أركبها لآمرٍ
- أحاول شأوه إمّا وإمّا
- وإنَّ ليالياً أَعْرَقْن عظمي
- أضاعَتْني وما ضَيَّعْتُ عَزما
- فتبّاً للزمان لقد تعدّى
- حدوداً ما تعدّاهنَّ قدما
- أيسمو الجاهلون بغير علمٍ
- ويروى من هزوتُ به وأظما
- تحوَّلْ يا زمان إلى الأعالي
- وخُذْ بكمالها فالنقص تمّا
- لقد جهل الزمان بعلم مثلي
- وإنَّ الجهلَ بين بنيه عمّأ
- وكَيْفَ أَسُودُ في زمنٍ جهولٍ
- ولو انّي كإبراهيم علما
- قريب من رسول الله يدعى
- بأزكى العالمين أباً وأمّأ
- نَمَتْهِ الأنجبون وكلّ قرم
- إلى خير الورى يُعزى ويُنمى
- تَخَلَّقَ من سنا نورٍ مبين
- فكان الجوهرَ النبويَّ جسما
- بني الشرف الذي يعلو ويسمو
- فما أعلى مبانيه وأسمى
- وشيّده وإنْ رغمت أنوفٌ
- ولم يَبْرَحْ لأنفِ الخَصم رغما
- بناءٌ قصَّرَتْ عنه السَّواري
- وما استطاعت له الحساد هدما
- تأَمَّلْ في عظيم من قريش
- تجدْ أسد الشرى والبدر تمّا
- عليه من رسول الله نورٌ
- به يمحو الظلام المدلهمّا
- إذا الأَمر المهمّ دهى ، كفانا
- بدعوته لنا ما قد أهمّا
- شفاءٌ للصُّدور وكم مريض
- يكون له کشتيار الشهد سمّا
- بروحي منك أروعَ هاشمياً
- حديدَ القلب واري الزند شهما
- لك الكِلمُ التي جَمَعت فأَوْعت
- تروحُ الملحدون بهنَّ كَلْمى
- وكم من حجة ٍ نطقتْ فظلَّتْ
- لها فصحاء غير الحق عجما
- وجئت بما يحير الفكر فيه
- بيانا منك إلهاماً وفهما
- وقد أَحْيَيْتَ هذا الدين علماً
- بحيث الدّين قارب أنْ يرّما
- وقَوَّمْتَ الشريعة فيه حكماً
- ولم تر غير حكم الله حكما
- وكم أغضبتَ يا ملايَ قوماً
- بما فيهم وكم أرضيتَ قوما
- أتكتم فضلك الحساد جهلاً
- وما اسطاع الدجى للنور كتما
- مناقبك النجومُ وليس بدعاً
- إذا ما أنكرتها عينُ أعمى
- وجدتك سيّدي للمدح أهلاً
- فخذ مدحي إذنْ نثراً ونظما
- وحسبي منك جائزتي دعاءً
- به من سائر الأسواء أُحمى
- أنال به الثواب بغير شك
- وأمحو بالثناء عليك إثما
- وليس يفي بفضلك كنه مدحي
- وكان المدح إلاّ فيك ظلما
المزيد...
العصور الأدبيه