الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> سقاها الهوى من راحة ِ الوجد صَرْخَدا >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
سقاها الهوى من راحة ِ الوجد صَرْخَدا
عبد الغفار الأخرس
- سقاها الهوى من راحة ِ الوجد صَرْخَدا
- وشَوَّقَها حادي الظعائن إذ حَدا
- فظلَّتْ ترامى بين رامة والحمى
- وتطوي فيافيها حزوناً وفدفدا
- وتشقّها ريحُ الصبا رندَ حاجر
- فكادت لفرط الوجد أنْ تتقدا
- ولما بَدَتْ أعلامُ دار بذي الفضا
- أعاد لها الشوق القديم كما بدا
- فلا تأمن الأشجان يجذبن قلبها
- متى أَتْهَمَ البرقُ اليماني وأنجدا
- ويا سعد خذ بالجزع من أيمنِ اللوى
- لعلّي أرى فيها على الحبّ مُسعِدا
- وذرها تروّي بالدموع غليلها
- وأنّى يبل الدّمع من مغرم صدى
- تعالج بالتعليل قلباً معذباً
- وتدمي بوبل الدمع طرفاً مسهّداً
- وتنصبُّ مثل السيل في كلّ مهمهٍ
- فتحسبه من شدة العزم جلمدا
- وبي من هوى ميٍّ وإنْ شَطَّ دارها
- هوى ً يمنع العشاق أنْ تتجلدا
- ولمياء لم تنجز بوعدٍ لمغرم
- وهل أنْجَزَتْ ذات الوشاحين موعدا
- إذام ادنت ظمياءُ من سربِ لعلع
- أرَتْنا الردى من مقلة الريم أسودا
- أَلَذُّ بها وصلاً وأشقى بهجرها
- ومن عاش بالهجران عاش منكدا
- وأبلجُ لولا شعره وجبينه
- لما كانت أدري ما الضلال وما الهدى
- تدين قلوب العاشقين بالحكمه
- على أنَّه قد جار بالحكم واعتدى
- فيا عصر ذاك اللّهو هل أنْتَ عائد
- ويا ريم ذاك الربع روحي لك الفدا
- تركتَ بقلبيم هواك لواعجاً
- عَصَيْتُ بها ذاك العذولَ المُفَنِّدا
- لحا الله من يلحو محبّاً على الهوى
- ولا راح إلاّ بالملام ولا اغتدى
- يلوم ويفري بالهوى من يلومه
- وكم جاهل رام الصلاح فأفسدا
- أخذتْ نصيبي من نعيمٍ ولذة ٍ
- وصادَمْتُ آساداً ولاعبت خرّدا
- فَطَوْراً أراني في المشارق متهماً
- وطوراً أراني في المغارب منجدا
- ولا بتُّ أشكو والخطوب تنوشني
- زماناً لأهل الفضل من جملة العدى
- ولولا شهاب الدين ما اعتزَّ فاضل
- ولا نال إلاّ فيه عِزّاً وسؤدداً
- فتى المجد يغني بالمكارم ما لَه
- ويبقي له الذكر الجميلَ مخلَّدا
- إذا فاض منه صدرهُ ويمينه
- فخذ من كلا البحرين درّاً منضّدا
- وما زال يسمو رفعة ً وتفضُّلاً
- ويَجْمَعُ شمل الفضل حتى تفرّدا
- رأيت محيّاه البهيَّ ومجده
- فشاهدت أبهى ما رأيت وأمجدا
- فمن ذا يهنّي الوافدين لبابه
- بأكرمَ من أعطى وأرشدَ من هدى
- وما کفترَّ عن دُرّ الثنايا تبسُّماً
- من البِشر حتى أمطر الكف عسجدا
- ومن يكُ أزكى صفوة الله جدّه
- فلا غرو أنْ يزكو نجاراً ومحتدا
- فيا بحر فضلٍ ما رأيناك مزيداً
- ويا مزن جود ما رأيناك مرعدا
- أيُطلَبُ إلاّ من مفاخرك العلى
- ويسأل إلاّ من أناملك النَّدى
- لقد جئت هذا العصر للناس رحمة
- فأَصْبَحَ ركنُ الدين فيك مشيّدا
- وأَحْيَيْتَ من أرض العراق علومَه
- ولولاك كانَ الأمر يا سيّدي سدى
- أرى كلّ من يروي ثناءً ومدحة ً
- ففيك روى حسن السجايا وأسندا
- لك العزّ حار الواصفون بوصفه
- وجَلَّتْ معاني ذاته أنْ تُحَدَّدا
- إذ ما تَجَلَّتْ منك أدنى بلاغة
- تخرُّ الأقلام في الطَّرس سجَّدا
- وفيك الندى والفضل قرّت عيونه
- ولم يكتحل إلاّ بخطّك إثمدا
- تَفَقَّدْتَ أربابَ الكمال جميعَهم
- ومن عادة السادات أن تتفقَّدا
- وكم نعمة ٍ أسديتها فبذلتها
- وصيَّرْتَ أحرار البريّة أعبدا
- ولولاك لم أَظْفَر بعزٍّ ولا منى ً
- ولا نلت إلاّ من معاليك مقصدا
- أسود إذا ما كنتَ مولاي في الورى
- ومن كنتَ مولاه فلا زال سيّدا
- وما زلتَ كهفاً يُستَظَلُّ بظلِّه
- كما لم تزل أيديك للناس موردا
- ولا زلت ماكَّر الجديدان سالماً
- بجدواك يستغني وفتواك يقتدى
المزيد...
العصور الأدبيه