الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> سقانيها معتَّقَة ً عقاراً >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- سقانيها معتَّقَة ً عقاراً
- وقد ألْقَتْ يد الفجر الإزارا
- ودار بها مشعشعة علينا
- فدار الأنسُ فينا حيث دارا
- إذا ما زفَّها الساقي بَليْلٍ
- أعاد الليل حينئذ نهارا
- تشق حشاشة الظلماء كأسٌ
- كما أوقدتَ في الظلماء نارا
- جلاها في الكؤوس لنا عروساً
- وقد جعل الجمان لها نثارا
- يتوّجها الحباب بتاج كسرى
- إذا مزجت ويلبسها سوارا
- فقبل المزج تحسبها عقيقاً
- وبعد المزج تحسبها نضارا
- جلاها فانجلت عنّا هموم
- وفرت كلّما جُلِبَتْ فرارا
- فأدركت الندامى بالحمّيا
- من الهمّ الذي في القلب ثارا
- وكم من لذة ٍ بكميتِ راح
- أغرناها فأبعدنا المفارا
- ويعذرني الشباب على التصابي
- بصبوة مغرم خلع العذارا
- وما أهنا المدام بكف ساق
- كمثل البدر أشرق وکستنارا
- بروحي ذلك الرشأ المفدّى
- وإنْ ألفَ التجنّب والنفارا
- وأين الضبي من لفتات أحوى
- يضاهيه التفاتاً واحورارا
- رنا فأصابَ بالألحاظ منا
- فؤاداً بالصبابة مستطارا
- مليحٌ ما تصبّر في هواه
- محبٌّ لم يجد عنه اصطبارا
- وما أنسى غداة الشَّرب أمست
- بناظره وريقته سكارى
- أَلا يا ممرضي بسقام طرف
- أصاب من الحشا جرحاً جبارا
- فؤادى مثل طرفك بانكسارٍ
- فكلٌّ يشتكي منك کنكسارا
- غرامي في هواك بلا کختياري
- وما كان الهوى إلاّ اضطرارا
- مضى وتصرَّمَتْ تلك التّصابي
- فإنّ عاد الصبا عاد ادّكارا
- فوا لهفي على أوقات لهو
- قضيناها وإنْ كانت قصارا
- تركت الشعر لما ألبستني
- من الأكدار أيامي شعارا
- ولولا مدح مولانا عليّ
- لما جُدْتُ النظام ولا النثارا
- أجلّ السادة الأشراف قدراً
- وأرفعهم وأطيبهم نجارا
- وأرأفهم على الملهوف قلباً
- وأسرعهم إلى الحسنى بدارا
- جواد في الأكارم لا يبارى
- وبحر في المكارم لا يجارى
- إذا نظر الكبار إلى علاه
- رأت في المجد أنفسها صغارا
- وقد سَبق الأعالي في المعالي
- فما لحقت له فيها غبارا
- وساجله السحاب فكان أندى
- يداً منها وأعظمها قطارا
- وكم عام منعنا القطر فيه
- فأمطرنا لجيناً أو نضارا
- وكم شاهدت في الأيام عسراً
- ولذت به فشاهدت اليسارا
- لنا في فضله غرس الأماني
- جَنَيْناها بدولته ثمارا
- وكم أكرومة ٍ عذراءَ بكرٍ
- يجيىء ُ بها إلى الناس ابتكارا
- يُهينُ أَعزَّ ما ملكت يداه
- بوافر نيله ويعزّ جارا
- أَلَسْتُم في الحقيقة آل بيت
- عَلَوْا جُوداً وفضلاً واقتدارا
- عليكم تنزل الآيات قدماً
- فحسبكمُ بذالكمُ افتخارا
- أقمتم ركن هذا الدين فيها
- وأوضحتم لطالبه المنارا
- جزيتم عن جميع الناس حيراً
- وما زلتم من الناس الخيارا
- بنفسي منك قرماً هاشمياً
- يجير من الخطوب من کستجارا
- تَقُدّ حوادث الأيام قَدّاً
- فأنت السيف بل أمضى شفارا
- بسرّ نداك قام الشعر فينا
- فأثنينا عليك به جهارا
- نقلّدُ من مناقبك القوافي
- بأحسن ما تَقَلَّدَتِ العذارى
- لبست من الثناء عليك حلياً
- لعمرك لن يباع ولن يعارا
- يضوع شميمه في كل نادٍ
- كما نشرت صبا نجدٍ عرارا
- فلا زالت لك الأيام عيداً
- ولا شاهدت في الدنيا بوارا
المزيد...
العصور الأدبيه