الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> سطا بحسام مقلته وصالا >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- سطا بحسام مقلته وصالا
- كأنّي جئت أسأله الوصالا
- وجار على المتيَّم في جفاه
- وأجرى أدْمُعَ الصبّ انهمالا
- ومهما ازددت بين يديه ذلاً
- يَزد عزّاً ويتبعه دلالا
- حكى البدرَ التمام له مُحَيَّاً
- وشابه قدُّه الغصن اعتدالا
- وأذَّن حسنه للوجد فيه
- فشاهدنا بوجنته بلالا
- بقلبي نار خدٍّ قد تلظَّتْ
- فتورث في جوانحي اشتعالا
- وفي جسمي سقام عيون خشف
- عدت منها لي الداء العضالا
- وما أنسى بذات الرمث عهداً
- مضى لكن حسبناه خيالا
- زماناً لم نحاذر فيه واشٍ
- ولم نسمع لعذال مقالا
- وكم قد زارني رشأ غرير
- فأرشفني على ظمأٍ زلالا
- وعهدي ليله أبداً قصير
- فلما سار من أهواه طالا
- وأنى يرتجي اللاحي سلُوّي
- وقد ذابت حشاشتي انسلالا
- أيهدي عن الشواق لاحٍ
- وما قد زادني إلاّ ضلالا
- فلا تسألْ وقيت الشرَّ دمعاً
- إذا ما لاح برق الحيف سالا
- أحَلَّتْ سربُ ذاك الربع قتلي
- ولا يحوي ـ لبذل المال ـ مالا
- ولو أبصَرتَ إذ رحلوا فؤادي
- رأيت الصبر يتبّع الجمالا
- ألا لله ما فعلت بقلبي
- جفون لم تخل إلاّ نصالا
- وربٍّ قد كسا الأحباب حسناً
- كساني من صبابتها انتحالا
- وإنّي في الغرام وفي التصابي
- كمثل محمَّدٍ حزت الكمالا
- فتى ً في العلم والإكرام بحرٌ
- وكان وروده عذباً زلالا
- له عزم حكى الشم الرواسي
- وخُلقٌ قد حكى الريح الشمالا
- ومرتاح إلى الإكرام طبعاً
- أحبّ الناس في الدنيا لديه
- فتى ً أبدى لنائله السؤالا
- ويهوى المكرمات بكل آنٍ
- ولن نلقى به عنها ملالا
- وكان نداه للعافين وصلاً
- وكان على أعاديه وبالا
- كساه الله تاجاً من فخار
- وألبسه المهابة والجلالا
- فلو زالت جبال الله عنها
- لكان وقاره فيها جبالا
- نديّ الكفّ راحته غمام
- فلو لمس الحصى فيها لسالا
- وما بخلت له أبداً يمينٌ
- بباعٍ من عزائمه لنالا
- ويؤذن بشره بسحاب جود
- وكانّ تبسم الكرماء خالا
- لقد نلنا به صعب الأماني
- فلم نعرف بساحته المحالا
- وحبر العلم بل بحر غزير
- أجلّ الناس في الدنيا نوالا
- بدا منه محيّا ثم نور
- فأمسى في ذوي الآمال فالا
- ومدّ يمينه في البسط يوماً
- فأغمرنا عطاءاً واتصالا
- حباه الله في حسن السجايا
- وتلك عطية الباري تعالى
- خلال كالصوارم مرهفات
- أجادتها محاسنه الصقالا
- فإن قلتا لدى الدنيا جميل
- عنينا حسن خلقك والخصالا
- أتحصي المادحون له كمالاً
- ومن ذا عدّ في الأرض الرمالا
- وما غالت بك المُدّاح حَمْداً
- إذا ما فيك أطنبَ ثمّ غالى
- أعود ببأسه من كل خطب
- فقد أضحى على الدنيا عقالا
- وعزم يقهر الأعداء قهراً
- وإنْ لم تلتق منه قتالا
- فلو طاولَنه السمر العوالي
- على نيل المرام إذن لطالا
- وقد كمل العلوم وكل فخر
- وقد زان المفاخر والكمالا
- وما هو غير بدر في المعالي
- فلا عجب إذا نال الكمالا
- فلو شاهدت في التقرير منه
- بياناً خلته السحر الحلالا
- يهدي الله فيه الخلق رشداً
- وفيه يكشف الله الضلالا
- ولم يترك لأهل الفخر فخراً
- ولم يترك لذي قول مقالا
- فما خابت ظنون أخي مرام
- أصارك في مطالبه مآلا
- فخذها سيّدي منها قصيداً
- وصيّر لي رضاك بها نوالا
المزيد...
العصور الأدبيه