الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> زماني على رغم الحسود مسالمي >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- زماني على رغم الحسود مسالمي
- وإنْ كان يُخَشى سطوة ً فعزائمي
- ولي همّة فوق السماء وعفَّة ٌ
- تريني الغنى ، والعزّ عبدي وخادمي
- ونحن أناسٌ من قريش أكابرٌ
- لبسنا المعالي قبل خلع التمائم
- وربة ُ قَفر قد سلكت فجاجها
- فأمسيت أطوي بيدها بالمناسم
- وصَحْبي من البيض الحِداد مُهِنَّدٌ
- تعوَّد يومَ الحرب حزَّ الغلاصم
- عذلتُ على حبّيكِ يا ابنة يعربٍ
- ولم يخلُ صبٌّ من عذول ولائم
- جَرَحْتِ بلحظيك الفوادَ صبابة ً
- وجرح الهوى لم يلتئم بالمراهم
- فهل من صَباً تصبو النفوس لريّها
- فتحمل تسليمي إلى أمّ سالم
- تذكَّرْتُ عهدي بالحمى ليلة النقا
- وما أنا من عهدي به غير حالم
- تقدَّمَ لي فيها عهودٌ قديمة ٌ
- فواصبوتي من عهدها المتقادم
- أروم بأنفاس النسيم خمودها
- وهل تحمد النيران مرُّ النسائم
- ومن لي بهاتيك الديار عشية
- أروّي ثراها بالدموع السواجم
- إذا جئْتُما تلك المعالم فکقرآ
- سلامي على تلك الرُّبا والمعالم
- معاهدُ آرام ومغنى صبابة
- تصادُ بها الآساد في لحطة باغم
- يُؤَرِقني فيه الحَمامُ ونَوْحُه
- وما كان وَجدي مثلَ وَجْد الحمائم
- رعى الله سكّان الغَضا فلَطالما
- أَذابوا بنار الوَجْد مهجة َ هائم
- همُ أثموا في قتلي وتجنَّبوا
- وقد حمَّلوني بعدها وزر آثم
- فيا ليت قاضي الحبّ يعدل بيننا
- فينتصف المظلوم من كل ظالم
- وقائلة ٍ ما لي أراك بأرضنا
- حَلَلْت مَحلّ السرّ من صدر كاتم
- تلوم ووجه الليل إذ ذاك عابسٌ
- وللبرق في أطرافه ثغر باسم
- ذَريني فما وجدي ثكلتك نافع
- وما الضرّ والسرّاء يوماً بدائم
- لئن نام حظّي يا أميمُ عن العلى
- فعزمي كما تدرينَهُ غير نائم
- إذا كنتُ واليت الشهاب أبا الثنا
- فلستُ أَبالي بالزمان المخاصم
- من السادة الغرّ الكرام مهذب
- مكرٌّ على أمواله بالمكارم
- موارد فضل للأنام وحكمة
- على وردها للناس ألف مزاحم
- فتى ً صاغ أيديه المهيمنُ للورى
- نقيعاً لظمآن وورداً لحائم
- يخبّر عن إحسانه بِشْرُ وجهه
- ووبل العطايا بعد برق المباسم
- وما الجود والمعروف إلاّ سجيّة
- يزين بها الباري سجايا الأكارم
- يمدّ إليه كفّه وفد راغب
- ويقرع عنه خصمه سنّ نادم
- فإن جحد الحساد فضلك والنهى
- إذنْ مزجت بالشهد سمّ الأراقم
- فهل لك في فرسانهم من مبارز
- وهل لك في أبطالهم من مصادم
- وكم من جهول رام بحثك صائلاً
- فهابَ وما للكلب بأس الضراغم
- وأعظمُ جهلٍ جهلهم قدرك الذي
- يُعدُّ ويرجى للأمور العظائم
- نَشَرْتَ الهدى والعلم من بعد طيّه
- وکحْيَيْتَ عِلْمَ الدين بين العوالم
- وشيدتَ ما أعيا حسودك هدمهُ
- وما كان باني المكرمات كهادم
- خَطَبْتَ وخاطَبْتَ العُفاة بسُؤْلهم
- فَأَنْسَيْتَنا أَخبار قُسٍّ وحاتم
- فصاحة نطق يسبق الماء جريه
- وها هو أمضى من شفير الصوارم
- سأتلو على عَلياك غرَّ قصائدي
- وكم ناثر مثلي لديك وناظم
- يهزّ صناديد الرجال نشيدها
- فتغدو على ذكراك مِيلَ العمائم
- وحسبي فدتكْ النفسُ جوداً ونائلاً
- إذا لحظتني منك عين المراحم
- وكم منّة ٍ أسديتَ لي فملكتني
- سلِ الرَّوض ما جادت هتان الغمائم
- وأَوْلَيْتَني باللُّطف أعظمَ نعمة ٍ
- فأصبحتُ في نعماك فوق النعائم
- أَمَتُّ بك الأعداء قهراً بغيظها
- وطعنُ لساني مثل طعن لهازمي
المزيد...
العصور الأدبيه