الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> راقَ للأبصارِ حسناً وجمالا >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- راقَ للأبصارِ حسناً وجمالا
- بَدرُ تِمّ لاحَ فکستوفى الكمالا
- قَرَّت العينُ به من أبلجٍ
- فَرَأتْ أعينُه السِّحْرَ حلالا
- كلّما زاد وَميضاً برقه
- زادني من لوعة الوجد کشتعالا
- ظامىء ُ الأحشاء في الحبّ إلى
- مانعي من ثغره العذب الزلالا
- لا أبالي في صبابات الهوى
- أَقْصَرَ العاذلُ لومي أمْ أطالا
- كم طعينٍ بقوام أهيفٍ
- هو لم يشهد طعاناً ونزالا
- إنَّ للصّبِّ لعمري كبِداً
- زادَ في القلب من الوجد ذبالا
- صانَ في أحشائه الحبّ وقد
- أهرقتْ أجفانه الدمع المذالا
- يامُحِلاَّ في الهوى مني دماً
- سيف عينيه وما كان حلالا
- وكمالات وعلم ونهى ً
- هبة من جانب الله تعالى
- دَبَّرَ الملك برأي ثاقب
- وأحال الجَوْرَ عدلاً فکستحلا
- وكسى بغداد في أيّامه
- حُلَّة َ الفخر جمالاً وجلالا
- كلَّما جالت به أفكارنا
- من ثناءٍ وجدتْ فيه مجالا
- فرأيناها لعمري بلدة ً
- نِعَمُ الله عليها تتوالى
- قَد زَهَتْ فيه وقد عَمَّرها
- واحدُ الدنيا مقالاً وفعالا
- والعراق الآن لولا عدلُهُ
- ما رأى من بعد ما کعوجَّ اعتدالا
- لو دعا الشُّمَّ الرواسي أمره
- لم تُجِبْ دَعوتَه إلاَّ کمتثالا
- أخذتْ زخرفها وازَّينت
- فهي للجنَّة ِ قد أمست مثالا
- حكمٌ تهدي إلى الرشد ومن
- زاغ عنها فلقد ضلَّ ضلالا
- وسجاياه التي في ذاته
- بَزَغَتْ في أُفُق المجد خلالا
- فيْ مزاياه لعمري كرمٌ
- وَسِعَ الناس به جاهاً ومالا
- لو تطلَّبتَ سواها مثلها
- كنتَ ممّن يطلب الشيء المحالا
- دولة أيّدها الله فما
- ترهب الدنيا ولا تخشى زوالا
- من رجالٍ نظم الملك بهم
- وإذا كان الوغى كانوا جبالا
- قوّة ٌ في ذاتهم لو حاولوا
- أنْ يزيلوا جبلاً فيها لزالا
- زارَ بغدادَ فزارتنا به
- أَيْمُنُ الخير يمينا وشمالا
- يا لها من زورة ٍ مقبولة ٍ
- أطلعتْ منك على الناس هلالا
- فلقد ولاّك سلطان الورى
- لا أراني الله فيك الانفصالا
- يومَ أقبلتَ على بغداد في
- أَيّ يوم كان للعيد مثالا
- هو ظلُّ الله في الأرض وقد
- مدَّ بالأمن على الناس ظلالا
- جئتَ بالخير علينا مقبلاً
- وتنقَّلْتَ مع السعد انتقالا
- فرأينا منك وما لم نرهُ
- قبلَ أنْ جئتَ كمالاً وجمالا
- وإذا ما مَدَّ يوماً باعه
- ظال فيما يبتغيه وکستطالا
- يقصر المادح عنها مطنباً
- كلّما بالغ بالمدح وغالى
- باسطٌ بالخير والحسنى يداً
- نَوَّلَتْ من كلّ ما نهوى نوالا
- وإذا جَرَّدَهم يومَ وغى ً
- مثلما جرَّدَ أسيافاً صقالا
- أشرفُ الناس وأعلاهم سنى ً
- أَشْرَفَ الناس مزاياً وخصالا
- رحم الله تعالى روحهم
- إنَّهم كانوا إلى الخير عجالى
- لا أراني عَنْ غنى ً منفصلاً
- إنْ يكنْ لي بمعاليه کتّصالا
- يا ملاذي ومآلي لم تَزَلْ
- أنا لي فيها ملاذاً ومآلا
المزيد...
العصور الأدبيه