الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> دَعَوَتُ فؤادي لِلسُّلُوِّ فما أجدى >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
دَعَوَتُ فؤادي لِلسُّلُوِّ فما أجدى
عبد الغفار الأخرس
- دَعَوَتُ فؤادي لِلسُّلُوِّ فما أجدى
- وظلَّ يخالُ الغيَّ في وجده رشدا
- وما أنا من سلمى وسعدى بمأرب
- فلا سلمتْ سلمى ولا سعدت سعدى
- أقمتُ بأرضٍ غير أرضي وموطني
- وما لي في أفنائها أنيقٌ تحدى
- وأنفقتُ أيامي على غير طائل
- فلا منهلاً عذباً ولا عيشة رغدا
- وما اخترطت غير القتاد يدي بها
- وغيري جنت من شوكها يده الوردا
- تؤخرني الأيّام عّما أريده
- فلم تكتسب شكراً ولم تكتسب حمدا
- وقد قذفتني في البلاد يد النوى
- فلم أُبْقِ غوراً ما وطئت ولا نجدا
- نوى ً جمعتني بعد حين بأحمد
- سأوسعها شكراً وأحمدها حمدا
- من المكرمين الوفد طبعاً وقلّما
- رأيتُ بهذا العصر من يكرم الوفدا
- قريب من الحسنى سريع إلى الندى
- وما برحت إذ ذاك أيدٍ له تندى
- ومستجمع للجود إمّا دعوته
- دعوت مجيباً قد تهيّأ وکعتدا
- إذا مُدّت الأيدي إليه أمدَّها
- بجدوى يمين تورثُ الأبحرَ المدّا
- كما أنّ جدوى كفِّه يورث الغنى
- وقد يورث العلياء والعزَّ والمجدا
- يلين لعافيه وإنْ كان قد قسا
- زمانٌ على عافيه بالعسر وکشتدا
- له هممٌ في المعضلات تخالها
- كسمر القنا طعناً وبيض الظبا حدا
- يجرّدها في كلّ أمرٍ حلاحلٍ
- يقدّ بهنّ الخطب يومئذ قدا
- يحل بها عقد الشدائد كلّها
- فهل مثله من وُلّي الحلَّ والعقدا
- يرى غاية الغايات وهي خفية ٌ
- كما قد يرى خيط الصباح إذا امتدا
- يضيىء لنا منه شهاب إذا دجا
- دُجى ً من خطوب في الحوادث وکسودّا
- فنحن أناس لا يشقّ غبارهم
- وأحمرة لا تلحق الضمّر الجردا
- وهيهات ما بين الثريا إلى الثرى
- ألا إنّ فيما بين جمعهما بعدا
- ترى نفثات السّحر في كلماته
- وتجني بأيدي السمع من لفظه شهدا
- سانٌ كحدّ السيف أو كجنابه
- به مفحم للخصم ألسنة ً لدا
- وهاهو في حدّ الكلام وهزله
- يصوغ من الألفاظ ما يشبه العقدا
- أماناً من الأيام أمسى ولاؤه
- يلاحظ وقد الكلّ من يده الرفدا
- وها أنا منه حيث طاشت سهامها
- لبست به عن كلّ نائبة سردا
- وأشكر منه أيدياً تخجل الحي
- ويترك حرَّ القوم إحسانُه عبدا
- عليَّ له فضل قديم وأنعمٌ
- إذا عدِّدتْ لا أستطيع لها عدا
- وأسدى من المعروف ما هو أهله
- إليَّ وكم من نعمة منه قد أسدى
- سأقضي ولن أقضي له حق شكره
- وإنْ أعجزَ العبَد القضاءُ فما أدّى
- وأُهدي ثنائي ما استطعت لمجده
- وما غيره عندي لعلياه ما يهدى
المزيد...
العصور الأدبيه