الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> إذا نَبَتِ الدّيارُ بِحرِّ قومٍ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- إذا نَبَتِ الدّيارُ بِحرِّ قومٍ
- فليس على المُفارقِ من جناح
- ومنذُ وجَدتُ من همي رسيساً
- إلى روحي وأعوزني ارتباحي
- وما صَعَّرْتُ للأيام خدّي
- ولم أخفضْ لنائبة ٍ جناحي
- وضاقَ بيَ الخناق فلمتُ نفسي
- وإن لم يلحني باللّوم لاحي
- وقد أصبحت في زمنٍ ممارٍ
- يريني الجدَّ من خللِ المزاح
- رَفَضْتُ إقامتي وَرَكِبتُ أمراً
- حَرَيّاً أن يكونَ به صَلاحي
- تسيرُ بنا بلُجِّ البحر فُلك
- كمثل الطَّير خافقة الجناح
- وما زلنا بها حتى حللنا
- صَبَاحا في كويت آل الصبَّاح
- لدى قوم أعزّ الناس جاراً
- وأندى بالنوال بطون راح
- أباة لا يطوف الضَّيم فيهم
- ولا جار لهم بالمستباحِ
- غيوث مكارممٍ وليوث حربِ
- وأكفاءُ الشجاعة ِ والكفاح
- نزلت بهم على سعة ٍ ورحبٍ
- وأنس وابتهاجٍ وانشراح
- فقومٌ سادَ عبد الله فيهم
- فبالبأسِ الشديدِ وبالسَّماح
- إذا نزلوا لعمرُ أبيك أرضاً
- حَموهَا بالأسِنَّة والرِّماح
- فكم بدأوا بمكرمة وثنَّوا
- وكم تحروا العدى نحر الأضاحي
- سَقَو أعداءهم حمرَ المنايا
- بسمر الخطِّ والبيضِ الصفاح
- وما زالت مكارمهم تنادى
- لدى الآمال حيَّ على الفلاح
- بأيديهم شكيمة ذي اقتدارٍ
- تردَ الجامحين عن الجماح
- همُ وضعوا أفاويق المعالي
- كما رَضَعَ الفَصيل من اللقاح
- إذا ما زرتُهم يَوماً وفى لي
- ضميني للزيارة بالنجاح
- بهم أطلَقتُ ألسنَة القوافي
- بما تمليه من كلمٍ فصاح
- لقد مُزجتْ محَبَّتهم بروحي
- مزاج الراح بالماء القراح
- كأنَّ مديحهُم عندي عقارٌ
- به كان اغتباقي واصطباحي
- ثملتُ بهم وما خامرت خمراً
- ولا راحي بسطتُ لكأس راح
- ألذّ من المدامة للندامى
- وها أنا في هواهم غير صاح
- ولو أنّي اقترحت على زماني
- وأعطاني الزمان على اقتراحي
- لما فارقهم يوماً ومالي
- إذا وفقتُ عنهم من براح
- ويأبى ذاك لي قَدَرٌ متاح
- ونحن بقبضة القدر المتاح
المزيد...
العصور الأدبيه