الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> أقولُ لصاحبي ورضيعِ كأسي >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- أقولُ لصاحبي ورضيعِ كأسي
- رَفيقي بالفُسوق وبالفجورِ
- علامَ صددتَ عن كأس الحميّا
- لقَد ضيَّعتَ أوقاتَ السرور
- أبعدَ الشيب ويحك تبتَ عنها
- وما لك في متابك من عذير
- وكيف عدّلتَ عن حالات سوءٍ
- تَصيرُ بها إلى بئسَ المصير
- لبستُ بها وإيّاك المخازي
- فأسْحَبُ ذيلَ مختالٍ فخور
- أتنسى كيف قضَّينا زماناً
- به الأيام باسمة الثغور
- وكنّا كلّما بتنا سكارى
- ورحنا بالمدام بلا شعور
- وقُمنا بعد ذلك واصطبحنا
- فما نَدري المساءَ من البكور
- وأنتَ مع العَواهر والزواني
- تطاعِنُهن بالرُّمحِ القصير
- وكنتَ تقولُ لي إشرَب هنياً
- وخذها بالكبير وبالصغير
- وكنتَ إذا نظرت ولو عجوزاً
- سللتَ سلول غرمولِ الحمير
- فإنَّ الله يعفو عن كثير
- وميَّزتَ الإناث على الذكور
- تركتَ طريقتي وفررتَ عني
- فِرارَ الكلب من أسَدٍ هصور
- وتوبتك التي كانتْ نفاقاً
- غرورٌ وانغماسك في الغرور
- كصبغ الشيب ينصلُ بعد يومٍ
- ولمَ يَبْعُدْ مداه عن الظهور
- وماكتبتْ لتخطر لي ببال
- ولا اختلجت وشيبك في الضمير
- لئِنْ أخذوا عليك بها عهوداً
- بما كتَبَتْ يداك من السطور
- فعد عنها إلى ما كنت فيه
- كمن شمَّ الفسا بعد العبير
- وأكثرْ مااستطعت من المعاصي
- فإنَّ يعفو عن كثير
- وننعمُ بالملاح بخفض عيش
- مدى الأوقات من بمٍّ وزير
- فإن حضر الفساد وغبتَ عنه
- ولم تكُ من يُعَدّ من الحضور
- لسَوَّدْتُ الصحائفَ فيك هجواً
- وإتّي اليوم أهجى من جرير
- تطيعُ مشورَتي وترى برأيي
- وحَقَّ المستشير على المشير
- لنقضي العمر في طربٍ ولهوٍ
- فمرجعنا إلى ربٍّ غفور
- وأنفِق ما ملكتَ ولا تبالِ
- فناصرنا ثراءٌ للفقير
- فنحن بفضله وندى يديه
- كمَن آوى إلى روض نضير
- ولا زلنا بشرعته وروداً
- ورودَ الهيم من عذبٍ نمير
المزيد...
العصور الأدبيه