الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> يا صاح هذا المشهد الأقدس >>
قصائدابن معصوم المدني
- يا صاح هذا المشهد الأقدس
- قَرَّت به الأعينُ والأنْفُسُ
- والنجف الأشرف بانت لنا
- أعلامه والمعهد الأنفس
- والقبة البيضاء قد أشرقت
- ينجاب عن لألائها الحندس
- حضرة ُ قُدسٍ لم ينلْ فضلَها
- لا المسجد الأقصى ولا المقدس
- جلَّت بمن حلَّ بها رتبة ً
- يقصرُ عنها الفَلَكُ الأطلسُ
- تود لو كانت حصى أرضها
- شب الدجى والكنس الخنس
- وتحسدُ الأقدامَ منَّا على
- السعي إلى أعتابها الأرؤس
- فقف بها والثم ثرى تربها
- فهي المقامُ الأطهرُ الأقدسُ
- وقل صلاة ٌ وسلامٌ على
- من طاب منه الأصل والمغرس
- خليفة ُ الله العظيم الذي
- من ضوئه نور الهدى يقبس
- نفس النبي المصطفى أحمدٍ
- وصنوُه والسيِّدُ الأرأسُ
- العلم العيلم بحر الندى
- وبره والعالم النقرس
- فليلنا من نوره مقمرٌ
- ويومُنا من ضَوئه مُشمِسُ
- أقسم بالله وآياته
- أليَّة ً تنجي ولا تُغمِسُ
- أن علي بن أبي طالبٍ
- منار دين الحق لا يطمس
- ومن حباهُ الله أنباءَ ما
- في كُتْبه فهو لها فِهرِسُ
- أحاط بالعلم الذي لم يحط
- بمثله بليا ولا هرمسُ
- هذا أمير المؤمنين الذي
- شرائع الله به تحرس
- وحجة الله التي نورها
- كالصُّبح لا يَخفى ولا يبلسُ
- تالله لا يَجحَدها جاحِدٌ
- إلاَّ امرؤٌ في غيِّه مُركَسُ
- المعلِنُ الحقَّ بلا خَشيَة ٍ
- حيثُ خطيبُ القوم لا يَنبِسُ
- والمقحم الخيل وطيس الوغى
- إذا اتقاها البطل الأحوس
- جلبابُه يومَ الفَخارَ التُّقى
- لا الطيلسان الخز والبرنس
- يرفل من تقواه في حلة ٍ
- يحسدُها الدِّيباجُ والسُّندسُ
- يا خيرة الله الذي خيره
- يشكرُه النَّاطِق والأخرسُ
- عَبدُك قد أمَّك مُستوحشاً
- من ذنبه للعفو يستأنس
- يَطوي إليكَ البحرَ والبرَّ لا
- يوحشه شيءٌ ولا يؤنس
- طوراً على فلكٍ به سابحٍ
- وتارة تَسري به عِرمسُ
- في كلِّ هيماءَ يُرى شَوكُها
- كأنَّه الريحانُ والنرجسُ
- حتى أتى بابك مستبشراً
- ومن أتى بابَك لا يَيأسُ
- أدعوك يا مولى الورى موقناً
- أن دعائي عنك لا يحبس
- فنجني من خطب دهرٍ غدا
- للجسم مني أبداً ينهس
- هذا ولولا أملي فيكَ لم
- يقر بي مثوى ً ولا مجلس
- صلَّى عليك الله من سَيِّدٍ
- مولاه في الدارين لا يوكس
- ما غردت ورقاء في روضة ٍ
- وما زهت أغصانها الميس
المزيد...
العصور الأدبيه