الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> وافى وأفق الدجى بالزهد متشح >>
قصائدابن معصوم المدني
- وافى وأفق الدجى بالزهد متشح
- والصبحُ قد كادَ للأبصار يتَّضحُ
- والبدر يرفل في ظلمائه مرحاً
- وضرَّة ُ البَدر عندي زانَها المرحُ
- مهفهفٌ تستخِفُّ الراحُ راحَتهُ
- ويثقل السكر عطفيه فيرتنح
- بدا يطوفُ بها حمراءَ ساطعة ً
- في جبهة الليل من لألائها وضح
- فاطرحْ زنادك لا تستَوْرِه قَبَساً
- لا يقدح الزندَ من في كفِّه القَدَحُ
- وافى بها أسرة ً في المجد راسية ً
- لا يستفزهم حزنٌ ولا فرح
- لهم من الراحِ في الأفراح مُغتَبَقٌ
- ومن دماء العِدى في البأس مُصطَبحُ
- هُمُ سِمامُ العِدى إن غارة ٌ عَرضتْ
- وعم غمام الندى والفضل إن سمحوا
- تُخفي وجوهُهمُ الأقمارَ إن سَفَروا
- وتُخْجِلُ السحبَ أيديهم إذا مَنَحوا
- مالوا إلى فُرص اللَّذات من أمَمٍ
- ولم يميلوا عن العليا ولا جنحوا
- وبات يمنحُني من دَنِّه مِنحاً
- كانت أماني نفسي والهوى منح
- وذاتِ حُسنٍ إذا مِيطتْ بَراقعُها
- فالشمسُ داهِشَة ٌ والبدرُ مُفتضِحُ
- عاتبتُها بعدما مالَ الحديثُ بها
- عتباً يمازجه من دلها ملح
- فأعرضت ثم لانت بعد قسوتها
- حتى إذا لم يَكُن للوصلِ مُطَّرَحُ
- أغضت وأرضت بما أهوى وعفتنا
- تأبى لنا مأثماً في الحب يجترح
- فلم نَزل لابِسي ثوبَ العَفاف إلى
- أن كادَ يظهرُ في فرع الدُّجى جَلحُ
- قامت وقمتُ وفي أثوابنا أرَجٌ
- من الوِصالِ وفي أكبادِنا قُرحُ
- ما أصعَبَ الحبَّ من خطبٍ وأبْرَحَه
- بذي العَفاف وإن أخفى الذي يَضِحُ
المزيد...
العصور الأدبيه