الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> وافى خيالك بعد طول نفار >>
قصائدابن معصوم المدني
- وافى خيالك بعد طول نفار
- فجعلتُ موطِئَهُ سَنى الأبصار
- أنى اهتدى منك الخيال لبلدة ٍ
- أقصى وأجهلَ من بلاد وَبارِ
- لا والذي جعل المحصب دارها
- والهند من دون الأحبة داري
- لم يهده إلا تصعد زفرتي
- فكأنَّها نارٌ تُشبُّ لسارِ
- حيا فأحيا ذكر من لم أنسه
- ما كان أغناهُ عن التَّذكارِ
- آهٍ لأيَّام الحجاز وساكني
- أرضِ الحجاز ورَوْضهِ المِعطارِ
- حيث السلامة مربعي وربى الخما
- ئل مرتعي وحماه دار قراري
- كم فيه من قمر قمرت بحسنه
- أوْفى بغرَّته على الأقمارِ
- ما شُكَّ فيه أنَّه شمسُ الضحى
- لو كان مطلعُها من الأزرارِ
- فالطرف من إشراقه مترددٌ
- ما بين بدر دجى ً وشمس نهار
- ولرب ليلٍ بت فيه معللاً
- من ريق مبسمه بكأس عقار
- ألهو به واللهو داعيه الصبا
- ومن الغرام تهتكي ووقاري
- أيَّامَ لم تلوِ الدُّيون على اللِّوى
- سعدى ولا نأت النوى بنوار
- يا حبذا زمن الوصال وحبذا
- عهد الحبيب وداره من داري
- زمنٌ أطعتُ به الصَّبابة والصِّبا
- وقضيتُ فيه من الهوى أوطاري
- أرضَيْتُ أحبابي وغِظتُ لوائمي
- وطرحتُ عُذري واطَّرحتُ عِذاري
- إذ لا ربيع الوصل فيه محرمٌ
- كلا وليس خطى المنى بقصار
- لم أوفه حقاً أحال به على
- قلبي الكئيبِ ومدمعي المدرارِ
- قسماً بمكة والحطيم وزمزمٍ
- والبيت ذي الأركان والأستار
- ما عن لي ذكر الحجاز وأهله
- إلا عدمت تجلدي وقراري
المزيد...
العصور الأدبيه