الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> وافتكَ والزُّهْر في روض الدُجى زَهَرُ >>
قصائدابن معصوم المدني
وافتكَ والزُّهْر في روض الدُجى زَهَرُ
ابن معصوم المدني
- وافتكَ والزُّهْر في روض الدُجى زَهَرُ
- والفجر نهرٌ على الظلماء منفجر
- فأقبلت هي والصبح المنير معاً
- حتى تحير في ضوءيهما النظر
- وأسفرَتْ عن سَنى وجه أبانَ لنا
- بدر التمام ولكن ليله الشعر
- غرَّاء لولا اتضاحُ الفَرق لاحَ لنا
- ما شَكَّ ذو بصيرٍ في أنَّها القمرُ
- إن تجلُ غرَّتَها فالصبحُ متَّضحٌ
- أو تُرخِ طِرَّتها فالليلُ مُعتكِرُ
- هنديَّة ٌ فعلت منها اللِّحاظُ بنا
- ما ليس تفعلُه الهنديَّة ُ البتُرُ
- حوراءُ ما بَرِحتْ من سحر مُقلتِها
- تسبي العقول بطرفٍ زانه حور
- تديرُ من ثَغرها راحاً معتَّقة ً
- كأنَّما ثغرُها للرَّاح مُعتصَرُ
- هيفاءُ مائسة ُ الأعطافِ ما خطرت
- الاّ وكان لنا من عشقِها خطَرُ
- لم تخشَ ثأراً بما أرْدت لواحظُها
- دم المحبين في شرع الهوى هدر
- كانت ليالي الهوى من مصلها غرراً
- حتى تناءت فأمسى دونها غرر
- يا ربة الحسن مهلاً قد أسأت بنا
- مالي على كل هذا البين مصطبر
- أما لقربك من وعدٍ أسر به
- حتَّامَ لا وطنٌ يدنو ولا وطرُ
- نأيت هجراً فلا وصلٌ ولاسببٌ
- وبنت داراً فلا عينٌ ولا أثر
- إن تعتبي لا تحيليني على قدرٍ
- ما كلُّ هذا الجفا يَجري به القدرُ
- فاقضي الذي شِئتِ من صدٍّ ومن بُعَدٍ
- ذنبُ الحبيب على الحالينِ مُغتَفَرُ
- كم عاذلٍ ضل يلحوني فقلت له
- حظِّي هواها وحظُّ العاذلِ الحجَرُ
- فقال عشقُك هذا كلُّه عبَثٌ
- فقلتُ عذلُكَ هذا كلُّه هذَرُ
- يا لائمي غيرُ سَمعي للملامِ فلي
- حبٌ توازر فيه السمع والبصر
- إن كان لي من هواها لا بليت به
- وزرٌ فلي من عليٍ في العلى وزر
- الماجد الندس السامي برتبته
- أبو الحسين السري الصارم الذكر
- الموسوي الذي واست مكارمه
- عفاتِه وهمى من كفِّه المطرُ
- مهذبٌ نال من أسنى العلى رتباً
- قد رامها قبله قومٌ فما قدروا
- فضمَّ شملَ المعالي يافعاً وحَوى
- من المحامد ما لم يَحوِهِ بَشرُ
- إن ساد آباؤه قِدماً فبينهما
- فرقٌ كما افترق الأشجار والثمر
- يولي الجزيل ولا يمنن بكثرته
- ويوسعُ الضَّيفَ قَلُّوا وإن كثروا
- إسمع مدائحه وانظر إليه تجد
- وصفاً تَطَابَق فيه الخُبْر والخَبر
- ما رام حصر معاليه أخو لسنٍ
- إلاَّ اعترى نُطقَه من دونها حَصَرُ
- وما عسى يبلغ المطرى مديح فتى ً
- مطوَّل المدح في عَلياه مختصرُ
- ما مهدياً لي نظماً خلته درراً
- يشنف السمع لا بل دونها الدرر
- قلدتني منناً لا أستطيع لها
- شكراً ولو ساعدتني البدو الحضر
- فخذ إليك عَروساً بتُّ أنظمُها
- ليلاً فيحسد ليلي عندها السحر
- تُثني عليك كما أثنى لشكر يدٍ
- على الحيا من رياض نشرها العطر
- ولا برحت مدى الأيام في دعة ٍ
- يمدُّك المُسْعِدان السَّعدُ والعُمُرُ
المزيد...
العصور الأدبيه