الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> هذا المصلَّى وذا النخيلُ >>
قصائدابن معصوم المدني
- هذا المصلَّى وذا النخيلُ
- يا حبذا ظله الظليل
- وهذه طيبة ٌ تراءت
- فعُجْ بنا أيُّها الدَّليلُ
- أما ترى العيسَ من نشاطٍ
- تكاد في سيرها تسيل
- تميد من تحتنا ارتياحاً
- ونحن من فوقها نميل
- فاحبس ولا تجهد المطايا
- تم السرى وانقضى الرحيل
- وانزل ولا تخش من عناءٍ
- فها هنا يُكرَمُ النَّزيلُ
- وها هنا تدرك الأماني
- وها هنا ينقع الغليل
- فسل سبيل الورود فيه
- فورده العذب سلسبيل
- مقام قدسٍ إليه يسمو
- من السماوات جبرئيل
- وقل صلاة الإله تترى
- عليك يا أيها الرسول
- يا خير من زمت المطايا
- له ومن شُدَّت الحمولُ
- أنت الذي جاهه جليلٌ
- وجوده وافرٌ جزيل
- يدعوك عبدٌ إليك يعزى
- فهل له إذ دعا قبول
- فؤاده بالأسى جريحٌ
- وجسمه بالضنى عليل
- قد عاث صرف الزمان فيه
- وخانه صبره الجميل
- أصبح بالهند في انفرادٍ
- فلا عشيرٌ ولا قبيل
- ليس به في الورى حفيٌّ
- ولا له منهُمُ كفيلُ
- وأنت أدرَى بما يُقاسي
- فشرحُ أحواله طويلُ
- خذ بيدي يا فدتك نفسي
- فقد عَفا صَبريَ المُحيلُ
- وطال ـ بالرغم ـ عنك بُعدي
- فهل إلى قربكم سبيل
- فأدْنني منك وانتقذني
- من غربة عبؤها ثقيل
- فقد تفألت بالتداني
- والفأل بالخير لا يفيل
- متى أرى يا ترى ركابي
- لها إلى طيبة ٍ ذميل
- فيشتفي قلبيَ المُعنَّى
- ويكتَسي جسميَ النحيلُ
- ويُصبحُ الشملُ في اجتماعٍ
- والقرب من بعدنا بديل
- أرجوك يا أشرف البرايا
- وما الرجا فيكَ مُستحيلُ
- أن تنجحَ اليومَ كلَّ سُؤلي
- وإن أبى دهريَ البخيلُ
- صلَّى عليكَ الإلهُ يا من
- بجوده تَرتَوي المُحُولُ
- والآل والصحب خير آل
- جميلُهم في الورى جَليلُ
- ما غنت الورق في رياضٍ
- وأطرب السجع والهديل
المزيد...
العصور الأدبيه