الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> من عمَّ طلعتك الغرَّاء بالبلج >>
قصائدابن معصوم المدني
- من عمَّ طلعتك الغرَّاء بالبلج
- وخصَّ مبسمك الدريَّ بالفلجِ
- وموَّهَ السِّحرَ في جَفنَيْكَ فاتَّفقا
- على اسْتلاب النُّهى بالغُنْج والدَّعجِ
- وضاعف الورد في خدَّيك حين بدا
- ريحان عارضك المسكيِّ بالضَّرجِ
- وأكسَب الوردَ من ريَّاك طيبَ شذاً
- حتى روى مُسنداً عن نَشْركَ الأرجِ
- وكم لحسنك معنى ً قد خُصصت به
- ما بين مُنفردٍ منه ومُزدَوِجِ
- ما كلُّ ذي بهجة راقت محاسنه
- يحوي محاسن هذا المنظر البهجِ
- من رامَ حُسنَك لم ينظر إلى حَسَنٍ
- وفي سنى الشَّمس ما يغني عن السُّرج ِ
- قد كادَ يَحكيكَ لولا الفِرقُ لاحَ لنا
- بدر التَّمام وشمس الأفق في البلجِ
- فلم يقَعْ منكَ ذو حُسنٍ على شَبهٍ
- سوى الهلال على ما فيه من عوجِ
- كيف النَّجاة لمن ولَّاك مهجته
- وسيفُ لحظِكَ لا يُبقي على المُهَجِ
- خذ في التجنِّي ودع من مات فيك يقل
- أنا القتيلُ بلا إثمِ ولا حَرَج
- خلعت فيك عذاري غير معتذرٍ
- وفي عذارك عذري واضح الحجج
- وكيف أصْحو غَراماً من هواكَ وقد
- سقيتني الحبَّ صرفاً غير ممتزج
- هام المحبُّون وجداً فيك فانزعجوا
- وهمت فيك بقلبٍ غير منزعج
- شتَّان ما بين صبٍّ راح مكتئباً
- وبين صَبٍّ بجَوْر الحبِّ مُبْتَهج
- يا لاهِجاً بمَرامي في هوى رشَاءٍ
- بسَلْب ألباب أرْبابِ الهوى لَهِجِ
- إن لم يَلجْ حسنُه في ناظريكَ فلي
- سمعٌ وحقِّك فيه العذل لم يلج
- حَلَتْ حلاه لقلبي إذُ شُغِفتُ به
- والحبُّ أعذب لي من عذلك السَّمج
- لي من ذوائبه ليلٌ دجا فسجا
- فيه يطيب السُّرى وهناً لمدَّلجِ
- ومن محياه صبحٌ إن أضاء لنا
- جَلا الدُّجى بصباحٍ منه مُنْبَلجِ
- لا غروَ إن فتنَتْ قلبي نَواظرُه
- كم فتنة ٍ دون ذاك الناظر الغنج
- ما كنتُ أوَّل من أذكت بمهجته
- نار الصَّبابة وجداً دائم الوهج
- فقلبه من سعير الوجد حرقٍ
- وجَفنُه من بحار الدَّمع في لُججِ
- أهفو إلى الرِّيح إن مرَّت على إضمٍ
- شَوقاً لمن قلبُه بالشَّوق لم يَهِجِ
- يا حبَّذا نسمة ٌ هبَّت لنا سحراً
- تختالُ في الجوِّ من طيبٍ ومن أرَج
- روت أحاديثَ سُكَّان الحِمى وسَرت
- تهيج كلَّ فؤادٍ بالغرام شج
- فهل درت نسمات الحيِّ حين سرت
- ماذا أسَرَّت لعاني الحبِّ من فَرَجِ
- وافتْ مُبَشِّرة ً بالوصل منشدة ً
- لك البشارة مضنى الحبِّ فابتهج
المزيد...
العصور الأدبيه