قصائدابن معصوم المدني



ما بينَ قلبي وبرقِ المُنْحنى نَسبُ
ابن معصوم المدني



  • ما بينَ قلبي وبرقِ المُنْحنى نَسبُ

  • كلاهُما من سَعير الوَجد يلتهبُ

  • قلبي لِما فاته من وصل فاتِنِه

  • والبرقُ إذْ فاتَه من ثغره الشَّنَبُ

  • بدرٌ أغارَ بُدورَ التمِّ حين بَدا

  • ليلاً تحفُّ به من عِقده الشُّهبُ

  • مُهفهفٌ إن ثَنى عِطفاً على كَفَلٍ

  • أثنَتْ على قدِّه الأغصانُ والكثُبُ

  • قَضى هواهُ على العُشَّاق أنَّ له

  • سَلْبَ القُلوبِ التي في حُبِّه تَجِب

  • راقتْ لعينيَ إذْ رقَّت محاسنُهُ

  • وراقَ لي في هواهُ الوجدُ والوصبُ

  • فالجَفْنُ بالسُّهد أمسى وهو مكتحلٌ

  • والدمعُ أصبحَ يجري وهو مُختضبُ

  • ظبيٌ من العُرب تَحميه محاسنُهُ

  • عمَّن يؤمِّلُه والسمرُ والقُضبُ

  • لكنَّه ما رعى في الحبِّ لي ذِمماً

  • وكم رعتْ ذِمماً في حيِّها العرب

  • لو لم يكنْ بالحمى الشرقيِّ منزلُهُ

  • ما هزَّني للحمى شوقٌ ولا طَربُ

  • لا زالَ صوبُ الحَيا يُحيي معاهدَه

  • وتسحبُ الذيلَ في أرجائها السُّحُبُ

  • معاهدٌ نِلتُ فيها مُنتهى أرَبى

  • وليس لي في سِوى مَن حَلَّهَا أربُ

  • أيامَ غصنُ شَبابي يانعٌ نضِرٌ

  • والعمرُ غضٌّ وأثوابُ الصِّبا قُشُب

  • أصبو إلى كلِّ بدرٍ طوقُه أفقٌ

  • وكلِّ شمس لها من ضوئِها حُجُبُ

  • أستودعُ اللهَ غزلاناً بذي سَلَم

  • بانت بهنَّ دَواعي البَينِ والنِّوبُ

  • شكوتُ جورَ النَّوى من بعدها وشكتْ

  • وكنتُ لم أدرِ ما الشكوى ولا العَتَبُ

  • يا راحلاً بفؤادي وهو قاطنُهُ

  • وساكناً بضُلوعي وهيَ تَضطرِبُ

  • قطعتَ حبلَ الوَفا من غير ما سَببٍ

  • فهل إلى الوَصل من بعد الجَفا سَببُ

  • أمَّا النفوسُ فقد ذابتْ عليك أسى ً

  • وهي التي من مَجاري الدَّمعِ تَنسكِبُ

  • فإن سلبتَ الذي أبقيتَ من رَمَقٍ

  • أحيَيْتَها ولظلك المسلوبُ والسَّلبُ

  • وإن قضيتَ بأن تَقضي على كمَدٍ

  • فإنَّها في سبيل الله تُحتسَبُ



أعمال أخرى ابن معصوم المدني



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك