الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> لمن العيس لها في البيد نفح >>
قصائدابن معصوم المدني
- لمن العيس لها في البيد نفح
- شفها التأويب والشوق الملح
- ضمرٌ تمرح شوقاً في البرى
- وبها من لاعج الأشواق برح
- تقطعُ الأرضَ وِهاداً ورُبى ً
- ولها في لج بحر الآل سبح
- وإذا ما لاحَ برقٌ بالحِمى
- وهي تَعدو مَرَحاً كادَتْ تُلحُّ
- ما على من حَمَّلوها قمراً
- يهتدي الركب به إن جن جنح
- لو أصاخوا للمعنى ساعة ً
- يَشرح الوجدَ وهل للوجدِ شَرْحُ
- خلفوه عانياً لا يفتدى
- من هواه وعليلاً لا يَصِحُّ
- كيف يقفو إثر من قد ظعنوا
- تابعاً والدمع للآثار يمحو
- ومتى يرجو التسلي مغرمٌ
- ينطوي منه على الأحزان كَشْحُ
- كلَّما حنَّ إلى السَّفح هوى ً
- بلَّ رُدْنَيه من الأجْفان سَفحُ
- ما لِورَقاءِ الحِمى ـ لا صَدَحَتْ ـ
- أنا أهوى وهيَ بالشَّكوى تَبحُّ
- أين من شوقي ورقاء الحمى
- للحِشا صدْعٌ وللوَرْقاءِ صَدْحُ
- ودفين الشوق يبديه الجوى
- مثلُ سِرِّ الزَّنداذْ يُورِيه قَدْحُ
- آهِ من ذِكرى لُيَيْلاتِ اللِّوى
- حيث أهلي جيرة ٌ والدهر صلح
- هكذا تفدحُ أيَّامُ النَّوى
- كم لأيَّام النَّوى بالبين فَدْحُ
- وعناءٌ في تَصاريف الهوى
- عاذلٌ يلحو وأشواق تلح
- يا خليلي ابذلا نصحكما
- إن يكن عندَكما للخلِّ نُصْحُ
- هل قضى حق التصابي كلفٌ
- هو بالروح وحق الله سمح
- جد في الحب بي الوجد وقد
- كان ظنِّي أنَّ جِدَّ الحب مَزحُ
- والهوى صَعبٌ على عِلاَّته
- وقُصارى الحبِّ إكداءٌ وكَدْحُ
- غير أنِّي بأحاديث الصِّبا
- نحو لذات الصبا واللهو أنحو
- لست أشكو لفح نيران الجوى
- إن يكنْ لي من رَسول الله نَفْحُ
- سيَّدُ الكونَيْنِ والمَوْلى الذي
- غَمرَ الخلقَ له مَنٌّ ومَنْح
- بهرت آياتُه إذ ظهرَتْ
- فلها بالسَّعد إشراقٌ ولَمْحُ
- قام يجلو ظلم الكفر بها
- مثلما يَجلو ظلامَ اللَّيلِ صُبحُ
- وفَرى الشِّركَ بماضِيهِ فلم
- يُرْأمُ الدَّهرَ له مِن بَعْد جُرْحُ
- وله القدح المعلى في العلى
- كلما فاز لذي العلياء قدح
- كم وكم من نِعمة ٍ وشَّحَها
- عاتقُ الدهر بكفٍّ لا تَشحُّ
- وشفَى قَرْحاً بأسْنى همَّة ٍ
- من عُلاهُ حين مسَّ القومَ قَرحُ
- وإذا خاب لراجٍ أملٌ
- فله عند سول الله نجح
- سيدٌ أدنى مزياه العلى
- وأقلُّ النَيْل من جَدواه سَحُّ
- يا رسول الله يا من لم يزل
- للورى من فضله كسبٌ وربح
- أنت أنت المرتجى إن سنحت
- كُربة ٌ أوْ أعوزَ الإقبالَ سُنْحُ
- هبْ لِراجيكَ وهَبْهُ عاصِيا
- أين منك اليوم إغضاءٌ وصفح
- وانتقذه من يد البين الذي
- لم يزل يشذبه جوراً ويلحو
- أدْنِهِ منكَ جِواراً فلقد
- ضاق والله به في الهند فسح
- وقوافٍ قدتها طوع يدي
- بعد أن أعيا الورى منهن جمح
- يَحسدُ الروضُ لآلي نَظْمِها
- إذ حكاها من سقيط الطل رشح
- وتود الخود إذ صغى لها
- أنها في جيدها طوقٌ ووشح
- كلُّ غَرَّاءَ إذا ما أنشِدَتْ
- زانها في شِيَم المُخْتارِ مَدْحُ
المزيد...
العصور الأدبيه