الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> لك الخير إن جزتَ اللِّوى والمطاليا >>
قصائدابن معصوم المدني
لك الخير إن جزتَ اللِّوى والمطاليا
ابن معصوم المدني
- لك الخير إن جزتَ اللِّوى والمطاليا
- فحي ربوعاً منذ دهرٍ خواليا
- وقفْ سائلاً عن أهلها أين يَمَّموا
- وإن لم تجدْ فيها مجيباً وداعياً
- وعج أولاً نحو المعاهد ثانياً
- زمامَ المطايا واسأل العهدَ ثانياً
- فإن تلفها من ساكنيها عواطلا
- فعهدي بها مَرَّ الليالي حَواليا
- تحلُّ بها غِيدٌ غوانٍ كأنَّما
- نظمنَ على جيد الزمان لأsليا
- يرنحن من هيف القدود ذوايلاً
- وينضين من دعج اللحاظ مواضيا
- ويُبدينَ من غرِّ الوجوه أهلَّة ً
- وينشرن من سود الفروع لياليا
- تحكمن قسراً في القلوب فلن ترى
- فؤاد محبٍ من هواهن خاليا
- قضتْ بهواهنَّ اللَّيالي وما قضَتْ
- ديونَ الهوى حتى سئِمنا التَّقاضيا
- أطعتُ الصِّبا في حبِّهنَّ مدى الصِّبا
- فلما انقضى استبدلتُ عنه التَّصابيا
- نعم قد حلا ذاكَ الزمانُ وقد خلا
- على مثله فليبكِ من كان باكيا
- وثم صباباتٌ من الشوق لم تزل
- تؤجج وجداً بين جنبي واريا
- ولكنَّني أبدي التجلُّدَ في الهوى
- وأظهرُ سلواناً وما كنتُ ساليا
- قُصارى النوى والهجر أن يتصرَّما
- فيمسي قصي الدار والود دانيا
- صبرت على حكم الزمان وذو الحجا
- ينالُ بعون الصَّبر ما كان راجيا
- وقلت لعل الدهر يثني عنانه
- فأثني عن لوم الزمان عنانيا
- ولو أجدَت الشَّكوى شكوتُ وإنَّما
- رأيت صروف الدهر لم تشك شاكيا
- فليت رجالاً كنت أملت نفعهم
- تولوا كفافاً لا علي ولا ليا
- ولو أنني يوم الصفاء اتقيتهم
- تُقاة الأعادي ما خشيتُ الأعاديا
- ولكنهم أبدوا وفاقاً وأضمروا
- نفاقاً وجروا للبلاء الدواهيا
- فأغضيت عنهم لا أريد عتابهم
- ليقضيَ أمرُ الله ما كان قاضيا
- ولي شيمة ٌ في وجنة الدهر شامة ٌ
- تنير على رغم الصباح الدياجيا
- تؤازرها من هاشمٍ ومحمدٍ
- مفاخرُ لا تُبقي من الفخر باقيا
- سبقتُ إلى غاياتِ مجدٍ تقطَّعت
- رقابُ أناسٍ دونَها مِن ورائيا
- وزدتُ على دهري وسنِّيَ لم تكن
- تزيدُ على العشرينَ إلاَّ ثَمانيا
- وما وثقت نفسي بخلٍ من الورى
- أكانَ صديقاً أم عدوّاً مُداجيا
- ولا خانني صبري ولا خفَّ حادثٌ
- بعزمي إذا ما الخطب ألقى المراسيا
- وليس الفتى ذو الحزم من بات مولعاً
- بشكوى الليالي والليالي كما هيا
- ولكن فَتى الفِتيان من راحَ مُعرضاً
- عن الدهر لا يخشى قريباً ونائيا
- وإني لأخفي الوجد صبراً على الأسى
- ويُبدي ضعيفُ الرأي ما كان خافيا
- وأطوي الحشى طي السجل على الجوى
- فما علمت قومٌ من الوجد مابيا
- أصول بقلبٍ لوذَعيٍّ ومِقوَلٍ
- يفلُّ شَباه المشرفيَّ اليمانيا
- وأنظم من حر الكلام قوافياً
- تكون لآثار المعالي قَوافيا
- ونزهت شعري عن هجاءٍ ومدحة ٍ
- ولولا الهوى ما كنت أطري الغوانيا
- ولست أعدُّ الشعر فخراً وإنني
- لأنظم منه ما يفوق الدراريا
- ولكنني أحمي حمايَ وأتَّقي
- عداي وأرمي قاصداً من رمانيا
- وإن رمتُ لي فخراً عددتُ من العُلى
- مزايا عظاماً لا عظاماً بواليا
- على أنَّني من هاشمٍ في صميمها
- وحسبُك بيتاً في ذُرى المجد ساميا
المزيد...
العصور الأدبيه