الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> قُم هاتِها كالنَّارِ ذات الوَقُودْ >>
قصائدابن معصوم المدني
قُم هاتِها كالنَّارِ ذات الوَقُودْ
ابن معصوم المدني
- قُم هاتِها كالنَّارِ ذات الوَقُودْ
- تسطعُ نوراً في ليالي السُّعودْ
- واسْتَجلِها عذراءَ قد رَقَّصْت
- نَدْمانها إذْ هُم عليها قُعود
- واستلبت بالسكر ألبابهم
- وهم على ما فعلَتْهُ شُهودْ
- جنودها الأفراح عند اللقا
- فهل أتى القوم حديث الجنود
- قد جَعلوا قِبلتَهم دَنَّها
- فهم حوالَيها قِيامٌ سُجودْ
- كأنها في الكأس ياقوتهٌ
- ذابت لفرط الوقد بعد الجمود
- ما افترَّ منها الثغرُ إلاَّ غَدتْ
- تُجلى على خُطَّابها في عُقُودْ
- يُديرُها أغيدُ عَذبُ اللَّمى
- تشابهت منها ومنه الخدود
- لا يمزج الراح إذا صبها
- في الكأس إلاَّ مِن لَماه البَرودْ
- لو لم تَطِبْ بالمَزجِ من ثَغْرهِ
- ما طابَ للعشَّاقِ منها الوُرُودْ
- ما فيه من عَيبٍ سوى أنَّه
- لا يحفظ العهد وينسى الوعود
- أو غادة ٌ هيفاءُ مَجدُولة ٌ
- قد أثمرت قامتها بالنهود
- إذا جلَتْ راحتُها راحَها
- تمنحك الوصل وتمحو الصدود
- في روضة ٍ غنَّاءَ مَطلُولَة ٍ
- تبسطُ للصَّحب خدودَ الورُودْ
- تبسَّم البرقُ بأرْجائِها
- وقهقهت في حافتيها الرعود
- فغنَّت الوُرْقُ على أيْكها
- وهزَّت الأغصانُ هيفَ القُدودْ
- كأنما ورقاؤها قينة ٌ
- قد جَسَّتِ الأوتارَ والغُصن عُودْ
- فبادر اللذات في وقتها
- فما مضى يا صاحبي لا يعود
- أما ترى نيروزها قد أتى
- يَميسُ في وَشْي الرُّبى في بُرُودْ
- وأضحك الأزهار في روضها
- ونبه الأطيار بعد الهجود
- ودَبَّجَ الروضَ بألوانِه
- حُسْناً وأحيا الأرضَ بعد الهُمودْ
- وألبس الآفاق من وشيه
- مطارفاً خضراً وبيضاً وسود
- والصبحُ قد أسفرَ عن غُرَّة ٍ
- منيرة ٍ أشرق منها الوجود
- كأنَّه حين بَدا مُسفِراً
- وجه حسينٍ حين يلقى الوفود
- السيدُ الماجدُ منَ أذعَنَتْ
- له الورى من سيد أو مسود
- والطاهرُ الأصلِ الكريم الذي
- قد طَهُرَتْ بالنَّصِّ منه الجُدُودْ
- والحافظ العهد إذا ما نسي
- عندَ كرام القَوم حِفظُ العُهودُ
- كم كرمٍ نتلوه من فضله
- كرامة ً لا يعتريها جحود
- وِقصَّة النائب في كيده
- على عُلاه من أدَلِّ الشُّهودْ
- لا زلت منصوراً أبا ناصرٍ
- على عدوٍ وحسودٍ عنود
- ولا برحت الدهر في نعمة ٍ
- محسودَة ٍ تصدَعُ قلبَ الحَسودْ
- واستملها غراء منظومة ً
- كالعِقْد في لَبَّة جيداءَ رُودْ
- وافت تهنيك بنصرٍ على
- شانٍ لدودٍ مِن محبٍّ ودُودْ
- فَدُمْ مَدى الأيَّام مُسْتبشِراً
- بعزة ٍ إقبالها في صعود
- ما غردت في الروض أيكية ٌ
- وزَمزَمَ الحادي بوادي زَرودْ
المزيد...
العصور الأدبيه