الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> قم هاتِها وحسامُ الفجرِ مُنذلقُ >>
قصائدابن معصوم المدني
- قم هاتِها وحسامُ الفجرِ مُنذلقُ
- صهباءَ منها ضياءُ الصُّبح ينفلقُ
- لم تدر حين توافيها أصبغتها
- تلوح أم وجنة الساقي أم الشفق
- كأنها في الدجى شمسٌ تضيء لنا
- فيَنجلي عن سَنى أنوارها الغَسقُ
- ألقت على الصُّبح نوراً من أشعَّتِها
- فاحمر من خجلٍ من نورها الأفق
- عذراءُ تُغضي حَياءً من مُلامِسها
- فيستحيلُ حَباباً فوقها العَرقُ
- إذا تجلى لنا من أفقها قدحٌ
- دارت نِطاقاً على حافاتِه الحدقُ
- وإن جَلاها بلا مزجٍ مُشَعشعُها
- يكادُ من لهبِ اللأَلاءِ يَحترِقُ
- تخالها شفقاً حتى إذا لمعت
- حسبتَها البرقَ في الظلماءِ يأتلقُ
- من كف أغيد في خلخاله حرجٌ
- إذا تثنى وفي أجراسه قلق
- يديرها وهو مهتزٌ لها طرباً
- كأنَّما هزَّهُ من رَوعة ٍ فَرَقُ
- في خده ومحياه ومبسمه
- نارٌ ونُورٌ ونوْرٌ نشرُهُ عَبِقُ
- يجلو دجى فرعه لألاء غرته
- كأنما انشق عن أزراه الفلق
- ترى الندامى سكارى حين تلحظه
- كأنَّهم من حُميَّا لحظه اغتبَقُوا
- يغضي بذي كحل بالسحر مكتحلٍ
- وسنان ما راعه سهدٌ ولا أرق
- ظَبيٌ ولكنَّه بالدُرِّ متَّشحٌ
- بدرٌ ولكنَّه بالتِّبر مُنتطِقُ
- تطيب ريا شذاه كلما نسمت
- كالمسك يزداد طيباً حين ينتشق
- كم من أحاديثَ أبداها تعتُّبُه
- كأنَّها دُررٌ قد ضمَّها نَسَقُ
- فود كاشحنا لو ناله صممٌ
- إذ باتَ من كثبٍ للسَّمع يَستَرِقُ
المزيد...
العصور الأدبيه