الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> سَلا دارَها أنْ أنبأ الطَّللُ القفرُ >>
قصائدابن معصوم المدني
سَلا دارَها أنْ أنبأ الطَّللُ القفرُ
ابن معصوم المدني
- سَلا دارَها أنْ أنبأ الطَّللُ القفرُ
- أجادَ فروَّاها سِوى أدمعي قطرُ
- وهل أوْقدَ السَّارون ناراً بأرضها
- فكان لها الاَّ لظى كَبِدي جَمرُ
- وما شغفي بالدار أبكي رسومها
- وأندبها لولا الصبابة والذكر
- ذكرتُ بها أيَّامَ جُملٍ وعهدُها
- جميلٌ وفنيانُ الصِّبا مُونقٌ نَضْرُ
- إذ العيشُ صَفوٌ والحبائبُ جيرة ٌ
- وروض الهوى غضٌ حدائقه خضر
- أميسُ ارتياحاً في بُلهنية الصِّبا
- تعانقني شمسٌ ويلثمني بدرُ
- وغيداء من عليا لؤي بن غالبٍ
- حمتها المواضي والمثقفة السمر
- وأقسم لو لم تحمها البيض والقنا
- لأغنى غناها الخنزوانة والكبر
- هي الظبية الأدماء لولا قوامها
- وشمسُ الضُّحى لولا المباسمُ والثغرُ
- تطاول زهر الأفق أزهار نعتها
- ويستنزلُ الشِّعرى لأوصافها الشعرُ
- أطعتُ هَواها ما استطعتُ ولم يكن
- لغير الهوى نهيٌ عليَّ ولا أمرُ
- لقد ضلَّ مشغوفُ الفؤاد بغادة ٍ
- معد ابن عدنانٍ ابن أدٍ لها نجر
- إذا نُثِرت يوماً كِنانة ُ ناظرٍ
- لعاشقها ثارت كنانة والنضر
- يَغارون أن يَهوى فَتاهم فتاتَهم
- وهلْ في هوى خلٍّ لخلَّته نُكرُ
- وما ضرَّهم لو لُفَّ شَملي بشَملها
- وقد لفت الأعراق ما بيننا فهر
- إلى الله من حُبِّي فتاة ً منيعة ً
- وفائي لها ما بين أقوامها غدرُ
- تُطِلُّ دماءَ العاشقين لعلمها
- بأنَّ دماءَ العاشقين لها هَدرُ
- كأنَّ لها وتراً على كلِّ عاشقٍ
- وقد أقسمت أن لا ينامَ لها وترُ
- أعاذل مهلاً غير سمعي للائمٍ
- فقد ظهر المكنون واتضح العذر
- لعمري لقد حاولت نصحي وإنما
- بسمعي عما أنت مسمعه وقر
- وقبلك لام اللائمون فلم يكن
- لهم عند أهل العشق حمدٌ ولا أجرُ
- ومن قبل ما لج المحبون في الهوى
- وما جهلوا أن الهوى مركبٌ وعر
- وأمسَوا يرومون الوصال فأصبحوا
- وأيديهم مما يرومونه صفر
- وما نَكِرَ العشَّاق هَجراً ولا قِلى ً
- فما طاب وصلٌ قطُّ لو لم يكن هَجرُ
- وإنِّي على ما بي من الوجدِ والأسى
- لذو مِرَّة لا يستفزُّني الدَّهرُ
- أرى الصبر مثل الشهد طعماً إذا عرت
- ملماته والصبر مثل اسمه صبر
- وإني من القوم الألى شيدوا العلى
- إذا نقموا ضروا وإن نعموا بروا
- وإن وعدوا أوفوا وإن أوعدوا عفوا
- وإن غضبوا ساؤا وإن حلموا سروا
- هُمُ سادة ُ الدنيا وساسة ُ أهلها
- وهم غررُ العَليا وانجمُها الزُّهرُ
- بنو هاشم رهط النبي محمدٍ
- به لهم دون الورى وجَبَ الفخرُ
- هُمُ أصلُه الزاكي ومحتدُه الذي
- زكا فزكا فرعٌ له وذكا نشرُ
- وهل ينبت الخطي إلا وشيجه
- ويطلع إلا في حدائقه الزهر
- ألا أيها الساعي ليدرك شأوهم
- رويدَك لا تجهَدْ فقد قُضيَ الأمرُ
- وإن كنت في شكٍ مريبٍ فسل بهم
- خبيراً فعنهم صدَّق الخَبَر الخُبْرُ
- وقد ينكر الصبح المنير أخو عمى ً
- وإلاَّ فما بالصُّبح عن ناظرٍ سَتْرُ
- إذا عد منهم أحمدٌ وابن عمه
- وعمَّاهُ وابناهُ وبَضعَتُهُ الطُّهُر
- وعترته الغر الهداة ومن لهم
- مناقب لا تفنى وإن فني الدهر
- فقد أحرزوا دون الأنام مفاخراً
- تضيق لأدناها البسيطة ُ والبحرُ
- أولئك آبائي فجئني بمثلهم
- إذا جمع الأقيالَ أندية ٌ زُهرُ
- عليهم صلاة الله ما ذر شارقٌ
- وما لاح في الآفاق من نورهم فجر
المزيد...
العصور الأدبيه