الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> سريرة ُ شوقٍ في الهوى من أذاعَها >>
قصائدابن معصوم المدني
سريرة ُ شوقٍ في الهوى من أذاعَها
ابن معصوم المدني
- سريرة ُ شوقٍ في الهوى من أذاعَها
- ومهجة ُ صبٍّ بالنَّوى من أضاعَها
- أفي كل يومٍ للعباد ملمة ٌ
- تُلمُّ بنا لا نستطيعُ دفاعَها
- فللَّه جمعٌ فرَّق البينُ شملَه
- وإلفة صحبٍ قد أباد اجتماعها
- وساعاتُ أنسٍ كان لهواً حديثُها
- سقى اللَّهُ هاتيك اللَّيالي وساعَها
- ولا مثل ليلى إن تبدت عشية ً
- مددت لها كفي أريد وداعها
- وقد أقبلت تُذري الدموعَ تلهُّفاً
- إذا هتفَ الداعي إلى البين راعهَا
- أشاعت بنا أيدي الفراق فأصبحت
- تؤمُّ بنا شُمَّ الذُّرى وتلاعَها
- نجوبُ قِفاراً ما وقفنا بقاعِها
- ونقطع بيداً ما حللنا بقاعها
- تميلُ بنا الأكوارُ ليلاً كأنَّنا
- نشاوى سلافٍ قد أدمنا ارتضاعها
- إذا نفحتنا نسمة ٌ حاجرية ٌ
- أجدت وهاجت للنفوس التياعها
- فمن مهجة ٍ لا يستقر قرارها
- ومن كبدٍ نخشى عليها انصداعَها
- تجاذبنا فضل الأزمة ضمرٌ
- أهاج نزاعُ البين وجداً نزاعَها
- نقيس بها طول الفلاة وعرضها
- عشيّاً إذا مدَّت لخَطوٍ ذراعَها
- يقول أصيحابي وقد جدت السرى
- وأوفتهم أيدي الركائب صاعها
- أفيقوا فقد شطَّ المرامُ ولا نَرى
- سوى تلعاتٍ قد سئمنا افتراعها
- فقلتُ لهم سيروا سِراعاً وقلْقِلوا
- عِرابَ المطايا واستحثُّوا سِراعَها
- لنحظى من الدنيا بأوفر حظها
- ونشهدَ أوصافاً عَشِقنا استماعَها
- وننزل عن أيدي الركاب نريحها
- ونشكر فينا ما بقينا اصطناعَها
- بأرحب أرضٍ لا يُسامى عَلاؤها
- وأسمى ربوعٍ لا نَملُّ ارتباعَها
- بسُوح نِظام الدين وابن نظامِه
- كريمٌ به مدت يد المجد باعها
- همامٌ إليه الدهر ألقى زمامه
- إذا عُصي الأقوامُ كان مُطاعَها
- أنارت شموس المكرمات بأفقه
- فألقت على كلِّ الأنام شُعاعَها
- له يدُ فضلٍ لا تُبارى سَماحة ً
- إذا ما نباغيثٌ رجونا اندفاعها
- مواهبُ لا تنفكُّ تَحدو مواهباً
- تنال غمار البحر منها اتساعها
- إذا انقطعت يوماً شآبيبُ مزنّة ٍ
- فأيدي نداه لا تخاف انقطاعها
- به أينعَت روضُ المكارم والنَّدى
- وشادت مباني كل عزٍ رباعها
- أعز ذوي الإفضال والبأس فضله
- فقل للَّيالي لا تغرَّ رَعاعَها
- له أذعَنَت شُمْسُ العُداة مهابَة ً
- ولم يخشَ لو لم تستذلَّ امتناعَها
- وذلَّت له الدُّنيا فألقت قيادَها
- لطاعتِه حتَّى أمِنَّا خِداعَها
- تباري النجوم الزهر زهر نصاله
- إذا راح يَحمي وقعَها وقِراعَها
- وتهزأ بالخَطِّيِّ أقلامُ خطِّه
- إذا ما حوت يُمناه يوماً يَراعَها
- أربَّ النَّدى والفضل والمجد والحِجا
- وناظم أشتات العلى وجماعها
- لانت الذي أحرزت في الخلق رتبة ً
- تود الدراري لو تنال ارتفاعها
- إليك حثثنا كل كوماء بازلٍ
- وجُبنا القفار البيدَ نبسرُ قاعَها
- فلا غرو فالآمالُ أنت محطُّها
- ونحوَك أزجت عزمَها وزَماعَها
- وفيك حكينا الدرَّ نظماً فهاكَها
- خريدة َ فكرٍ قد أمَطْتُ قِناعَها
- بمدحِك قد نضَّدتُ جوهر عِقدِها
- وأبدعتُ في فنِّ القريض ابتداعَها
- فمن لابن هاني لو يهنى بمثلها
- وهيهات لو أن رامها ما استطاعها
- إذا ما حَدا الحادي بها قال قائلٌ
- ألا فاشكراها نَغمة ً وسَماعَها
المزيد...
العصور الأدبيه