الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> سرت موهناً والنجم في أذنها قرط >>
قصائدابن معصوم المدني
- سرت موهناً والنجم في أذنها قرط
- وعِقدُ الثُريَّا في مقلَّدِها سِمطُ
- هلاليَّة ٌ يعلو الهلالَ جَبينُها
- وعُليا هِلالٍ حين تُعزى لها رهطُ
- ألمَّت بنا والليلُ مُرخٍ سدولَهُ
- فضاء بصبحٍ ميط عن نوره المرط
- وأرج أرجاء الحمى نشر طيبها
- قلم يدر مسكٌ ما تضوع أم قسط
- وقد أقبلت تَرنو بمقلة ِ مُغزِلٍ
- أضلَّت بجرعاءِ الحِمى شادناً ت
- ميلُ كما مالَ النَّزيفُ كأنَّما
- يرنِّحها من راحِ صَرْخدَ إسْفَنطُ
- وتخطر تيهاً حين تخطو تأوداً
- بأسمرَ مما أنبتَ الله لا الخَطُّ
- تجل عن التشبيه في الحسن غادة ٌ
- إذا قيس في أوجٍ بها البدر ينحط
- وأنَّى يضاهِيها الحسانُ وإنَّما
- لها تسع أقساط البها ولم قسط
- وإن قيل إن الريم يحكي لحاظها
- فأين القوام اللَّدن والشَّعَر السَّبْطُ
- على أنَّ مَرعاها وما صوَّحَ الكَلا
- حُشاشة ُ نفسٍ لا الأراكُ ولا الخمطُ
- وتسطو أسود الغاب بالريم جهرة ً
- وهذي بآساد الشرى أبداً تسطو
- بنفسي فتاة ٌ تغبطُ الشمسُ حسنَها
- وفي مثل هذا الحسن يُستحسَنُ الغَبطُ
- لها طرة ٌ تضفو على صبح غرة
- يساقط مسكاً من غدائرها المشط
- شفعت بها ليلاً تقاصر وهنه
- فطالَ وللآمال في طُوله بَسْطُ
- وبتنا على رغم الحسود وبيننا
- حديث رضاً بالوصل ما شابه سخط
- تعلِّلني من دلِّها ورُضا بها
- بخمرين لم أسكر بمثلهما قط
- وعاطيتُها صِرفاً حكتْ دمَ عاشِقٍ
- مُراقاً عليه من مدامعِه نَقطُ
- فمالت ولم تسطع حراكاً كأنما
- أتيحَ لها من عَقْد أحبولَة ٍ نَشْطُ
- هناكَ جنيتُ الوصلَ من ثمر المُنى
- وبت ولا عهدٌ علي ولا شرط
- أمزِّقُ جلبابَ العفافِ ولم أزل
- أقلِّبها حتى التقى الحِجلُ والقُرطُ
- فلم تصحُ إلاَّ والنجومُ خَوافِقٌ
- وفرع الدجى جعدٌ ذوائبه شمط
- وقد ضاء مُسودُّ الظَّلام بشمَعة ٍ
- من الصبح لم يعوز ذبالتها قط
- فقامت لتوديعي بوجدٍ مروعة ً
- وللوجد في جنبيَّ من لوعة ٍ فَرطُ
- وأذرتْ دُموعاً من لحاظٍ سقيمة ٍ
- هي الدرُّ لكن ما لمنثوره لَقْطُ
- وسارت على اسم الله تنقل أرجلاً
- إذا ما استقلَّتْ لا تكاد بها تَخطُو
- وشطت بقلبي في هواها ولم يزل
- ببحر غرامٍ لا يُرامُ له شَطُّ
- وقد قَدحَ التفريقُ بين جوانحي
- له كلَّ آن في أجارِعها سَقْطُ
- نعم قد حلَتْ تلك اللَّيالي وقد خَلَتْ
- وأي دنوٍ لا يقارنه شخط
- لعمري لقد ألوت بأيام وصلنا
- حوادثُ أيَّام أساودُها رُقطُ
- وبدلت عن قرب الوصال بخطة ٍ
- من البين لا يمحى بدمعي لها خط
- تؤرقني الذكرى إذا لاح بارقٌ
- يلوحُ بفَوْد اللَّيل من لمعِه وَخْطُ
- وتوقظُ منِّي الوجدَ وُرقُ حمائم
- إذا هدأ السُمَّارُ بات لها لَغْطُ
- أبيتُ على مِثل القَتاد مسهَّداً
- ومن دون ما أرجو القَتادة ُ والخَرطُ
- لئن جار دهري بالتنائي ولم يزل
- يجور علينا كل آنٍ ويشتط
- فإني لها باقٍ على العهد والوفا
- ولي من هُيامي في الهوى شاهد قسطُ
- وأصبُو إلى دارٍ بها حطَّ أهلُها
- عل أنهم من أجلها في الحشا حطوا
- ولو لم يكن سقط العقيق محلها
- لما شاقني وادي العقيق ولا السقط
- فيا ليت شعري هل رباها مريعة ٌ
- كما هي أم ألوى بمخُصِبها قَحطُ
- وهل سربها يرعى بأكناف حاجرٍ
- مروجاً عليها من نسيج الحيا بسط
- وه رتعت أترابها ولداتها
- بمرتعها حيث المسرة والغبط
- فعهدي بهاتيكَ المعاهدِ لم تزل
- شوادِنُها تَعطو وأغصانُها تَغطو
- فلاغبها غادٍ من المزن رائحٌ
- له كل آن في أرجاعها سقط
المزيد...
العصور الأدبيه