الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> خليليَّ خطب الحبِّ أيسرُهُ صعبُ >>
قصائدابن معصوم المدني
- خليليَّ خطب الحبِّ أيسرُهُ صعبُ
- ولكن عذابُ المُستهام به عَذْبُ
- وما أنس لا أنسى وُقُوفي صبيحة ً
- وقد أقبلت يقتادُها الشوقُ والحبُّ
- فتاة ٌ هي البدرُ المنيرُ إذا بَدَتْ
- ولكنَّ لا شرقٌ حواها ولا غربُ
- منعَّمة ٌ رؤدٌ لها الشمسُ ضرَّة ٌ
- وغُصن النَّقا ندٌّ وظبي الفلا تِرْبُ
- فوافت تُناجيني بعتبٍ هو المُنى
- وليسَ يلَذُّ الحبُّ ما لم يكن عَتَبُ
- فما زلتُ أُبدي العُذرَ أسألُها الرِّضا
- وقد علمت لو أنصفت لمن الذَّنْبُ
- إلى أن طوت نشر العتاب وأقبلت
- تبسَّمُ عن ثغرٍ هُو اللؤلؤُ الرَّطبُ
- فعاطيتُها كأسَ الحديثِ وبيننا
- حِجابُ عفافٍ عنده ترفع الحُجْبُ
- فظلَّت بها سكرى ورجت كأنَّني
- أخو نشوة ٍ بالرَّاح ليس له لُبُّ
- فوالله ما صرف المُدام بفاعل
- بنا فعلَها يوماً ولَوْ أد مِنَ الشِّرب
- وقفتُ أُجيلُ الطرفَ في روضِ حُسنها
- ويَمنعُني من طَرفها مُرهفٌ عضبُ
- وما برحت تصبي فؤادي وهل فتى ً
- تغازله تلك اللِّحاظ ولا يَصُبو
- وراحت تُريحُ القلب من زفراته
- بطيب حديثٍ عنده يقف الرَّكبُ
- فما راعها إلاَّ سُقوطُ قِناعِها
- وطُرَّتُها في كفِّ ريح الصَّبا نَهْبُ
- هنالك أبصرتُ المُنى كيف تُجتنى
- وكيف يَنال القلبُ ما أمَّل القلبُ
- فللَّه يومٌ ساعَفَتْنا به المُنى
- وطابَ لنا فيه التَّواصلُ والقُربُ
المزيد...
العصور الأدبيه