الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> جلا الكؤوس فجلى ظلمة السدف >>
قصائدابن معصوم المدني
- جلا الكؤوس فجلى ظلمة السدف
- بدرٌ كلِفتُ به حاشاه من كَلَفِ
- سمتْ وقد أشرَقت راحٌ براحتهِ
- كأنَّها الشمسُ حلَّت منزلَ الشَّرفِ
- وضاع نشر شذاها وهي في يده
- كأنها وردة ٌ في كف مقتطف
- بكرٌ تحلت بدرٍ من فواقعها
- وأقبلت وهي في وشح وفي شنف
- يا سحبَ نيسان روِّي الكرم من كرم
- ففي الحَباب غنى ً عن لُؤلُؤ الصَّدفِ
- شتان ما بين درٍ راح مرتشفاً
- رشفَ الثغور ودرٍّ غير مُرتَشفِ
- لم أنس ليلة أنسٍ بت معتنقاً
- فيها الحبيب اعتناق اللام للألف
- أمنت من ريب دهري في خفارته
- ومن يبت في ضمان الحب لم يخف
- ورحت فيها من الهجران منصفاً
- من بعد ما كنت منه غير منتصف
- أسْطو عليه برمحٍ من مَعاطِفهِ
- وصارمٍ من ظبى أجفانه الوطف
- لله طيب وصالٍ نلتُ من رشأ
- بالحسنِ متَّسمٍ بالطِّيب متَّصفِ
- إذا ضَممتُ إلى صَدري ترائبَه
- كادت تذوبُ تَراقيهِ من التَّرفِ
- يا محسنَ الوصف إن رمت النسيبَ فصِفْ
- لنا محاسن هذا الشادن الصلف
- أو رمتَ تنسُب يوماً سيِّداً لعُلا
- فانسب إلى منتهاها سادة النجف
- واخصُصْ بني شرفِ الدِّين الأولى شرفت
- بهم بيوتُ العُلى والمجدِ والشرفِ
- قوم يحلُّونَ دون الناسِ قاطبة ً
- بحُبُوحة َ المجد والباقون في طَرفِ
- القائلون لدى المعروف لا سرفٌ
- في الخير يوماً كما لا خيرَ في السَّرفِ
- رَوَوا حديثَ المعالي عن أبٍ فأبٍ
- وساقه خلفٌ يرويه عن سلف
- هُمُ نجومُ الهدى ليلاً لمدَّلجٍ
- وهمْ بحارُ النَّدى نَيلاً لمغترفِ
- منهم حسينٌ أدام الله بهجتَه
- وأيُّ وصفٍ باحسان الحسين يَفي
- هو الشريف الذي فاق الورى شرفاً
- سلْ عن مفاخره من شئت يعترف
- كم من جميلٍ له في الخلق مُجملُه
- يلوح كالكوكب الدريِّ في السَّدف
- فالخلق من خلقه في نزهة ٍ عجبٍ
- ومن خلائقه في روضة ٍ أنف
- أمسى النَّدى والهدى والمجد مكتنفاً
- به وأصبح منه الدين في كنف
- سعى إلى الغاية القصوى التي وقفت
- عنها الورى فتعدَّاها ولم يقِفِ
- فحازَ ما حازه أقرانُه وحَوى
- ما شذَّ عن سَلفٍ منهم وعن خلفِ
المزيد...
العصور الأدبيه