الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> بكيت أسى ً لورد عنك البكا حتفا >>
قصائدابن معصوم المدني
- بكيت أسى ً لورد عنك البكا حتفا
- وأعولتُ وجداً لو شَفت عَوْلة ٌ لَهفا
- أغالبُ فيكَ الوجدَ والوجدُ غالبٌ
- وأيد اصطباري لم يزل واهياً ضعفا
- وهل لامرىء ٍ أودى الردى بجنانه
- عزاءٌ وكفُّ الدَّهر جذَّت له كفَّا
- لك الله من يمنى طوتها يد البلى
- وعينٍ رمت عين الردى نحوها طرفا
- ودوحة مجد بالمعالي وريقة
- ألمَّت بها الأقدارُ حتى ذَوت عَصفا
- وشمسِ عُلاً بالمكرُمات منيرة ً
- أتاحت لها الأيَّامُ من خطبها كَسْفا
- وذاتِ حجابٍ بالعوالي منيعة ٍ
- يمدُّ عليها المجدُ من صَونها سَقفا
- نعاني لها النَّاعونَ حُزنا وإنَّما
- سَقاني بها الناعونَ كأسَ الأسى صِرفا
- أأختي إن أمسيت رهن مقابرٍ
- فقلبي قد أمسى على حزنه وقفا
- تكاثرني الأشجان فيك وانما
- تكاثر مضنى شفَ بالوجد أو أشفى
- لئن كان أخفى القلب يوماًتجملاً
- جَواهُ فقد أبدى لرزئِكِ ما أخفى
- ولي كربة قد باين الصبر لهفها
- فها أنا أنزو في حبائِلها رَجْفا
- أبيتُ بهاجا في المبيتِ وقد ورَتْ
- بجنبي نار من جناني لا تطفا
- أرواح ما بين اليدين على الحشا
- وأُسبلُ من جَفني لها مَدْمعاً وَكْفا
- ولو وعيت أذناك كثر تأوهي
- عَلمت إخائي ما أبرَّ وما أصفى
- وكم عبرة ٍ لا تملكُ العينُ ردَّها
- وجأت بها مقروح جفني إذ أغفى
- وزفرة وجدٍ رمت بالصبر كظمها
- فما كدتُ حتى أعْقَبتني الأسى ضِعفا
- فللَّهِ دهرٌ لا تزال صروفُه
- إذا ما نقضى صرفٌ أتاحت لنا صرفا
- علي لأصناف الرزايا تناوبٌ
- أساور منها كل آوانة ٍ صنفا
- أفي كلِّ عامٍ لي قريبٌ يَروعُني
- برُزءٍ وإلفُ يُخلفُ الحزنَ لي ألْفا
- إلى الله أشكوها نوائبَ جمة ً
- وصرف زمانٍ لا أطيق له صرفا
- كذاكَ خطوبُ الدَّهر تعدُو على الورى
- فكم أسبلت طرفاً وكم سلبت طرفا
- وكم أنزلَتْ من شامخ المجدِ ماجداً
- تَشيد له العلياءُ من عزِّهِ كهفا
- إذا رام أمراً هزَّ أسمرَ عاسلاً
- وإن سئل المعروف هز له عطفا
- أناخَت عليه لم تراقب له عُلاً
- فألوت به خسفاً وأزرت به عسفا
- ولم ترع إذ أمته جرداء سابحاً
- وأجردَ يحموماً وناجية ً حَرفا
- وكم قد سَبت من مَعقِل العزِّ حُرَّة ً
- تود الثريا أن تكون لها شنفا
- تخطَّت إليها مُرهفاتٍ بواتراً
- وخطية ً سمراً وماذية زغفا
- فأخنت عليها لا تهاب جموعها
- ولم تخشَ سِتراً قد أُذيلَ ولا سجفا
- وها أنا قد حاولت صبري تأسياً
- وكيف التأسي والأسى لم يزل حلفا
- أبى الوجدُ إلاَّ أن أريق مدامعاً
- تبادرُني لا أستطيعُ لها كفَّا
- فيا قبرها لا زلت أشرف حفرة ٍ
- تشبَّثُ أذيالُ النسيم بها عَرفا
- يؤمُّكَ رضوانٌ من الله واسعٌ
- يقرب من ضمنت من ربها زلفا
- ولست بمستسقٍ لك المزن ما همى
- لجفنيَ دمعٌ لا أبالي له نَزفا
- لؤمت إذا لم أسقك الدمع هاطلاً
- وأصبحت أستسقي لك الديم الوطفا
المزيد...
العصور الأدبيه