الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> إليكَ فقلبي لا تقِرُّ بلابلُهْ >>
قصائدابن معصوم المدني
- إليكَ فقلبي لا تقِرُّ بلابلُهْ
- إذا ما شدت فوق الغصون بلابله
- تهيج له ذكرى حبيبٍ مفارقٍ
- زرودُ وحُزوى والعقيقُ منازلُهْ
- سقاهُنَّ صوبُ الدَّمعِ منِّي ووبلُه
- منازلَ لا صوبُ الغمام ووابلُه
- يحلُّ بها من لا أصرِّحُ باسمِه
- غزالٌ على بعد المزار أغازله
- تقسَّمه رَقُّ الجَمال وجَزلُهُ
- فرنَّ وشاحاهُ وصُمَّت خلاخِلُه
- وما أنا بالناسي ليالي بالحمى
- تقضت وورد العيش صفو مناهله
- ليالي لا ظبيُ الصَّريم مصارمٌ
- ولا ضاقَ ذَرعاً بالصّدود مُواصلُهْ
- وكم عاذلٍ قلبي وقد لج في الهوى
- وما عادلٌ في شِرعة الحبِّ عاذلُه
- يلومون جهلاً في الغرام وإنما
- له وعليه بره وغوائله
- فلله قلبٌ قد تمادى صبابة ً
- على اللوم لا تنفك تغلى مراجله
- وبالحِلَّة الفيحاءِ من أبرقِ الحِمى
- رداحٌ حماها من قنا الخط ذابله
- تميسُ كماماسَ الرُّدينيُّ مائداً
- وتهتز عجباً مثلما اهتز عامله
- مهفهفة ٌ الكشحَيْن طاوية ُ الحَشا
- فما مائد الغصن الرطيب ومائله
- تعلَّقتُها عصرَ الشبيبة والصِّبا
- وما علقت بي من زماني حبائله
- حذرتُ عليها آجلَ البُعد والنَّوى
- فعاجلني من فادح البين عاجله
- إلى اللَّهِ يا ظمياءُ نَفساً تقطَّعت
- عليكِ غراماً لا أزال أُزاولُهْ
- وخطبَ بِعادٍ كلَّما قلتُ هذه
- أواخرُه كرَّت عليَّ أوائِلُهْ
- لئن جار دهري بالتفرق واعتدى
- وغال التَّداني من دُهى البين غائلُه
- فإنِّي لأرجو نيلَ ما قد أمَلتُه
- كما نال من يحيى الرغائب آمله
- كريمٌ وفي إحسانه ونوالِه
- بما ضمِنَتْ للسائِلين مخائلُه
- من النَّفر الغرِّ الذين بمجدهم
- تأيد أرز المجد واشتد كاهله
- لقد ألبست نفس المعالي بروده
- وزرت على شخص الكمال غلائله
- جوادٌ يرى بذل النوال فريضة ً
- عليه فما زالت تعمُّ نوافلُهْ
- له همة ٌ نافت على الأوج رفعة ً
- تقاصر عنها حين همت تطاوله
- أجلُّ همامٍ أدرك المجدَ همَّة ً
- وأكرمُ مولى ً جاوز الحدَّ نائلُه
- وقد أيقنت نفسُ المكارم أنَّها
- لتَحيا بيحيى حين عمَّت فواضلُهْ
- أخٌ ليَ ما زالت أواخي إخائِه
- موطَّدة ً منه ببرٍّ يُواصلُه
- ليهنك مجدٌ يا ابن أحمد لم تزل
- فواضلُه مشهورة ً وفضائلُهْ
- أبى اللَّهُ إلاَّ أن يُنيفَ بكَ العُلى
- ويعلي بك المجد الذي أنت كافله
- وما زلت تسعى بالمكارم طالباً
- مقاماً تناهى دونَه من يُحاولُه
- فحسبك قد جزت الأنام برتبة ٍ
- تشيرُ لها من كلِّ كفٍّ أناملُهْ
- سأشكرُ ما أهديتَ لي من أزاهرٍ
- يجول عليها من ندى الحسن جائله
- وأثني على ما صغته من قلائدٍ
- تحلى بها من جيد مدحي عاطله
- فدم سالماً من كلِّ سُوءٍ مهنَّأً
- بما نلتَه دهراً وما أنت نائلُهْ
- ودونكها من بَعض شكري وما عسى
- يفي بالذي أوليت ما أنا قائله
المزيد...
العصور الأدبيه