الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أما تَرى الصُّبحَ قد لاحت بشائرُهُ >>
قصائدابن معصوم المدني
أما تَرى الصُّبحَ قد لاحت بشائرُهُ
ابن معصوم المدني
- أما تَرى الصُّبحَ قد لاحت بشائرُهُ
- وصبحتك من الساقي أشائره
- والليل قد جنحت للغرب أنجمه
- كما تَساقطَ من رَوضٍ أزاهِرُهُ
- والطيرُ قام خطيباً في حدائقه
- فهزَّ عِطفيه واهتزَّت منابرُه
- والورد عطر أذيال الصبا سحراً
- لمَّا تأرَّج في الأكمام عاطِرُه
- فانهض إلى شمس راحٍ من يدي قمرٍ
- يديرها وهو ساجي الطرف ساحره
- تُغنيك عن فَلَقِ الإصباح غُرَّتُه
- وعن دجى الليلة الليلا غدائره
- كأنَّه حين يَنثني غصنَ قامته
- شدت على نقوى رملٍ مآزره
- لو باهت الشمس منه الوجه لانبهرت
- من نوره وهو باهي الحُسنِ باهرُهُ
- يجلو الكؤوس فلا يدرى أخمرته
- تسبي عقول الندامى أم محاجره
- من كأسه وثناياه لنا حببٌ
- تطفو على رائقَيْ خمرٍ جواهرُهُ
- لا تنظرَنْ لجنونِ العاشقينَ به
- وانظر لما قد جنت فيهم نواظره
- ما هَمَّ عاشِقَه عذرٌ ولا عَذَلٌ
- سِيّان عاذلهُ فيه وعاذرُهُ
- ما سحرُ هاروت إلاَّ فعلُ ناظره
- ولا سيوفُ الرَّدى إلاَّ بواتِرُهُ
- كم شنَّ من فتنٍ للصبِّ فاتنة ٍ
- وشبَّ حرَّجوى ً في القلب فاترهُ
- وكم حلا مَوردٌ منه لعاشقِه
- لكنه ربما سقت مرائره
- سلْ مُقلَتي إن تَسلْ عن ليل طُرَّته
- فليس يجهل طيب الليل سامره
- مهفهفٌ ما ثَنى عِطفاً على كَفَلٍ
- إلا ثنى السوء عن عطفيه ناظره
- من زارَه في ظلام اللَّيلِ مُستتِراً
- ما شكَّ في أنَّ بدرَ التمِّ زائرُهُ
- لا تأمنن انكساراً من لواحظه
- فكم قتيلٍ لها ما ثارَ ثائرُهُ
- وإن أراك اعتدالاً رمح قامته
- فطالما جار في العُشَّاق جائرهُ
- كم مُغرمٍ منه قد أضحى على خطرٍ
- لمَّا ترنَّح يحكي الغصنَ خاطرُهُ
- لم أنس ليلة أنسٍ بت مغتبقاً
- من ثغره صرف راحٍ جل عاصره
- ورحت مصطحباً أخرى مشعشعة ً
- لو ذاقها الدهر ما دارت دوائره
- يديرها ببنانٍ كاد معصمها
- يَسيلُ من ترفٍ لولا أساورُهُ
- باكرتُها لهنيِّ العيش مُبتكراً
- وفقاً لما قيل أهنى العيش باكره
المزيد...
العصور الأدبيه