الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> ألا هل درت من أقصدت أسهم الهلك >>
قصائدابن معصوم المدني
- ألا هل درت من أقصدت أسهم الهلك
- فأصبح عِقدُ المجد منفصمَ السِّلكِ
- وهل علمت ماذا جنته يدُ الرَّدى
- لقد فتكت ويل أمها أيما فتك
- أباحت حِمى ً ما راعه قطُّ حادثٌ
- وأردت فتى ً للأخذ يُدعى وللتَّركِ
- أصمَّت برُزءٍ عمَّ فادحُه الورى
- وخص به بيت النبوة والملك
- فأي فؤادٍ لا يذوب من الأسى
- وأيَّة ُ عين لا تَفيض ولا تبكي
- أصمَّت بزين العابدين نُعاته
- فكم ثَمَّ من سمع بمنعاه مستكِّ
- سرى نعيه قبل اليقين ولم أكن
- لأحسبه إلا مقالاً من الإفك
- على أنَّه أقذى العيونَ وأوْشكت
- صدور العلى والمجد ترفض من ضنك
- فلما تجلى للقلوب يقينه
- ودكت له شم الذرى أيما دك
- بكى حَزَناً من كان لا يعرفُ البُكا
- وأنشد كلٌّ مقلتيه قِفا نبكِ
- وأمست بِقاعُ الفضل عاطلة السُّرى
- وأضحت بحارُ المجد راكدة َ الفُلْكِ
- لقد كان شكِّي فيه أبردَ للحَشا
- فيا ليتني ما زلت منه على شك
- كذا جد أحداث الليالي وصرفها
- فأيُّ امرىء ٍ مَدَّت إليه يَدَ الهَلكِ
- برغم العوالي السمهرية والظبى
- أصيب ولم تطعن عليه ولم تنك
- أبا هاشمٍ أشرقت كوكب سحرة ٍ
- فلا عجبٌ إن غبت عنا على وشك
- فقدتك فقد الروض زهر كمامه
- ورحت من الأشجان أبكي وأستبكي
- لئن ظل صبري عنك منفصم العرى
- فقلبي من الأحزان ليس بمنفك
- وإن لم أكن أبصرتُ شخصَك في الورى
- فما غاب عني شخص إحسانك المحكي
- أعزِّي أباكَ البرَّ عنك وإنّني
- وإياه من وجدٍ سهيمان في شرك
- أتكتحل الأجفان بعدك بالكرى
- سلواً وتفتر الثغور من الضحك
- وهيهات ما في الأنس بعدك مطمعٌ
- ولا لأسارى حزنِ يومكَ من فَكِّ
- ألوذ بستر الصبر عنك تجلداً
- فيأبى له عظمُ المصاب سِوى الهَتكِ
- وإن رمتُ إطفاءً لنار تلهُّفي
- عليكَ غدا حُزني لها أبداً يُذكي
- ولو رد عنك الحتف بالبأس لم يقف
- سِنانيَ عن طعنٍ وسيفيَ عن بَتْكِ
- إذاً خاضَ لُجَّ الموت دونكَ فتية ٌ
- على ضمرٍ تهوى الشكائم بالعلك
- ولكن قضاءُ الله غيرُ مُدافَعٍ
- وأحكامُه تجري ولمْ تخشَ من دَرْكِ
- ولله قبرٌ ضم جسمك فانبرى
- بطيب شذا رياك يهزأ بالمسك
- فكم ضم من مجدٍ وكم حاز من علاً
- وكم حاز من رُشدٍ وكم نال من نُسكِ
- يعز على أرض الغري وكربلا
- وطيبة َ ذات الطِّيب والحرم المكِّي
- بأنك في أرض سواهن ملحدٌ
- ولو أنَّها تعلو السَّماكين في السَّمك
- فلا برحت تَسقي ثراكَ مدامعٌ
- تزيد على عِزِّ السَّحائب في السَّفكِ
- أبا ناصرٍ لا يستفزنك الأسى
- على حادثٍ يُشكى إليه فلا يُشكي
- فإنك طودٌ لا تذل لفادحٍ
- وهيهات طود المجد ليس بمندك
- تأسَّ بخير الخَلق آبائِك الألى
- بكت لرزاياهم أولو الدين والشِّركِ
- على إنها لم يبق صرفها
- على سوقة ٍ في العالمين ولا ملك
- ولا تبد للبأساء إلا تكرماً
- وإن بالغت في النهر يوماً وفي النهك
- وكنْ في صُروف الدَّهر كالذهب الذي
- يزيد عياراً كلما زيد في السبك
- وكيف وأنت النَّدبُ لو أنَّ حاكياً
- حكى عنك غير الصَّبر كذَّبتُ ما يحكي
- أفاضَ عليك الله درعَ وقاية ٍ
- تقيك من الأسواء موضونة الحبك
- ودم لا نأت للعز عنك مآربٌ
- ولا خرجت غرُّ العُلى لك عن مُلكِ
المزيد...
العصور الأدبيه