الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أفي كلِّ ربع للمطِّي بنا وَقْفُ >>
قصائدابن معصوم المدني
- أفي كلِّ ربع للمطِّي بنا وَقْفُ
- وفي كل دارٍ من مدامعنا وكف
- نسائِلُ عن أحبابنا كلَّ دارسٍ
- ونقفو من الآثار بالبيد ما نقفو
- أخلاي إن تعف الديار ففي الحشا
- رسيس جوى ً لم يعف يوماً ولا يعفو
- حنيني إلى دارٍ قضيتُ بها الصِّبا
- وما عاقني للدَّهر منعٌ ولا صَرفٌ
- وعهدي بهاتيك المعاهِد والرُّبى
- أواهل لا ينفك يعطوبها خشف
- تُطالعنا أقمارُ تمَّ بأفقِها
- ويهفو علينا من شذا نشرها عرف
- ورب صموت القلب خمصانة الحشا
- لهوت بها والنجم في أذنها شنف
- لعوبٌ إذا عاطتْكَ لهوَ حديثها
- ثملت وما دارت معتقة ٌ صرف
- يؤودها مر النسيم فتنثني
- تثنِّيَ غصنِ البان ما شانَه قَصفُ
- سل الظبية الغناء إذ قيل مثلها
- أساعفها الكشح المهفهف والردف
- ثقيلة غض الطرف وسنى كأنما
- سبت سنة العشاق أجفانها الوطف
- قضيتُ بها عُمرَ الشَّبيبة لاهياً
- ولم ينتبه للبين في شملنا طرف
- لياليَ لا يَصفو ورودي لمنهلٍ
- ولي من حُميَّاها ومن ثغرِها رشفُ
- وكم ليلة ٍ رامَ الصَّباحُ نزالها
- أمد الدجى من فرعها الشعر الوحف
- لك الله هل بعد التباعد عطفة ٌ
- وهل لغصون قد عبست بعدنا عطف
- أجد النوى ما زلت أكدح دائباً
- أمام الرجا خلفٌ وصدق المنى خلف
- لعمري ما الآمال من شيم الفتى
- إذا لم تصدقه الظنون أو الكشف
- وما كلُّ مرجوٍّ يُنالُ وإنَّما
- على المرء أن لا يستذلَّ ولا يَهفو
- هدى ً للأماني قد تبلج نجحها
- بجود نظام الدين وانبلجَ العُرفُ
- كريمٌ إذا ما انهلَّ وابلُ كفِّه
- وصوب الحيا لم تدر أيهما الكف
- حليف ندى ً لم تأو مالاً بنانه
- لوفرٍ ولم يألفْ براحته ألْفُ
- له خلقٌ كالروض غب بها الندى
- وكفُّ سماحٍ لا يُشام لها كفُّ
- فتى المجد وثَّابٌ إلى رُتب العُلى
- وما عاقَه عنها خمولٌ ولا ضعفُ
- رقى مرتقى ً لولا تأخر عصره
- لجاءت به الآيات والرسل والصحف
- يروقك مقداماً إذ الصيد أحجمت
- بحيث القنا الخطار من فوقه سقف
- ويسمو الحسام المشرفي بكفه
- إذا ما التقى الجمعان واقترب الزحفُ
- أليف العلى لم يصب إلا إلى العلى
- إذا ما صبا يوماً إلى إلفه إلف
- تقصَّت عِداهُ من مدى البين غاية ً
- فلا دنت القصوى ولا بعد الحتف
- رويداً فإن دانت رجالٌ بسلمها
- وإلاَّ فهذي البيضُ واليلبُ الزَّعفُ
- كأن المذاكي القربات يقودها
- عرائسُ تُجلى إذ يُرادُ لها زَفُّ
- وقد أسدلت من ثائر النقع دونها
- سُتورٌ ولم يُرفع لمسدَلها سَجفُ
- وما أينعت يوماً رؤوس عداته
- بروض الوغى إلاَّ وحانَ لها قَطفُ
- أربَّ العُلى والمجدِ والبأس والنَّدى
- إليكَ فلولاَ أنتَ ما استغرق الوصفُ
- شهدتُ لأنت الواحد الفرد في العُلى
- وقد أنكر الإنكار أو عرف العرف
- إليك الهدى ألقى مقاليد أمره
- فأيقظته من بعد ما كاد أن يغفو
- فأنت لهذا الخلق إن دان موئلٌ
- وللدِّين والدُّنيا إذا نُكبا كهفُ
- رقيت من العلياء أرفع رتبة ٍ
- ففقت الورى قدماً وكلهم خلف
- فلا برحت علياؤك الدهرَ عضَّة ً
- غلائلها تضفو ومشربها يصفو
- وأمَّكَ عيدُ النحر بالسعد مُقبلاً
- وأم عداك النحر والذل والخسف
- ودونكها عذراء بكراً زففتُها
- إليكَ وداداً حَليُها النظمُ والرَّصفُ
- ودم وابق واسلم آمر الدهر ناهياً
- مدى الدهر إجلالاً عليك العلى وقف
المزيد...
العصور الأدبيه