الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> لك الحمد اللهم يا خير ناصر >>
قصائدابن مشرف
لك الحمد اللهم يا خير ناصر
ابن مشرف
- لك الحمد اللهم يا خير ناصر
- لدين الهدى ما لاح نجم لناظر
- وما انفلق إلا صباح من مطلع الضيا
- فجل وجلى حالكات الدياجر
- لك الحمد ما هب النسيم من الصبا
- ما أنهل ودق المعصرات المواطر
- على الفتح والنصر العزيز الذي سما
- فقرت به منا جميع النواظر
- وإظهار دين قد وعدت ظهوره
- على الدين طرا في جميع الجزائر
- وعدت فأنجزت الوعود ولم تزل
- معزا لأرباب التقى والبصائر
- لك الحمد مولانا على نصر حزبنا
- على كل باغ في البلاد وفاجر
- ومن بعد حمد الله جل ثناؤه
- على نعم لم يحصها عد حاصر
- نقول لأعداء بنا قد تربصوا
- عليكم أديرت سيئات الدوائر
- ألم تنظروا ما أوقع الله ربنا
- بعجمانكم أهل الجدود العواثر
- بأول هذا العام ثم بعجزه
- بأيام شهر الصوم إحدى الفواقر
- هموا بدلوا النعماء كفروا وجاهروا
- بظلم وعدوان وفعل الكبائر
- فكم نعمة نالوا وعز ورفعة
- على كل باد في الفلاة وحاضر
- إذا وردوا الإحساء يرعون خصبها
- وفي برها نبت الرياض الزواهر
- وكم أحسن الوالي إليهم ببذله
- وبالصفح عنهم في السنين الغوابر
- وكم نعمة أسدى لهم بعد نعمة
- ولكنه أسدى إلى غير شاكر
- ومن يصنع المعروف في غير أهله
- يلاقي كما لاقى مجير أم عامر
- لقد بطروا بالمال والعز فاجتروا
- على حرمة الوالي وفعل المناكر
- فمدوا يد الآمال للملك واقتفوا
- لكل خبيث ناكث العهد غادر
- وأبدوا لأهل الضغن ما في نفوسهم
- من الحقد والبغضا وخبث السرائر
- هموا حاولوا الإحسا ومن دون نيلها
- زوال الطلى ضربا وقطع الحناجر
- فعاجلهم عزم الإمام بفيلق
- رماهم به مثل الليوث الخوادر
- وقدم فيهم نجله يخفق اللوا
- عليه وفي يمناه أيمن طائر
- فأقبل من نجد بخيل سوابق
- ترى الأكم منها سجدا للحوافر
- فوافق في الوفرى جموعا توافرت
- من البدو أمثال البحار الزواخر
- سبيعا وجيشا من مطير عرمرما
- ومن آل قحطان جموع الهواجر
- ولا تنس جمع الخالدي فإنهم
- قبائل شتى من عقيل وعامر
- سار بموار من الجيش أظلمت
- له الأفق من نقع هنالك ثائر
- فصبح أصحاب المفاسد والخنا
- بسمر القنا والمرهفات البواتر
- بكاظمه حيث التقى جيش خالد
- بهرمز نقلا جاءنا بالتواتر
- فلما أتى الجهراء ضاقت بجيشه
- وجالت بها الفرسان بين العساكر
- فولى العدا الأدبار إذ عاينوا الردى
- بطعن وضرب بالظبى والخناجر
- فما اعتصموا إلا بجلة مزبد
- من البحر يعلو موجه غير جازر
- فغادرهم في البحر للحوت مطعما
- وقتلى لسرحان ونمر وطائر
- تفاءلت بالجيران والعز إذ أتى
- بشيرا لنا عبد العزيز بن جابر
- فواها لها من وقعة عبقرية
- تشيب لرؤياها نواصي الأصاغر
- بها يسمر الساري إذا جد في السرى
- ويخطب من يعلو رؤوس المنابر
- تفوه بمدح للإمام ونجله
- ومعشره أهل العلا والمفاخر
- كفاه من المجد المؤثل ما انتمى
- إليه من العليا وطيب العناصر
- فشكرا إمام المسلمين لما جرى
- وهل تثبت النعماء إلا لشاكر
- فهنيت بالعيدين بالفتح أولا
- وعيد كمال الصوم إحدى الشعائر
- وشكر الايادي بالنواصي بالتقى
- بترك المناهي وامتثال الأوامر
- صبرت فنلت النصر بالصبر والمنى
- وما انقادت الآمال إلا لصابر
- فدونك من أصداف بحري لآلئا
- إلى نظمها لا يهتدي كل شاعر
- وبكرا عروسا أبرزت من خبائها
- شبيهة غزلان اللواء النوافر
- إلى حسنها يصبو وينشد ذو الحجى
- لك الخير حدثني بظبية عامر
- وأختم نظمي بالصلاة مسلما
- على من إليه الحكم عند التشاجر
- محمد المختار والآل بعده
- وأصحابه الغر الكرام الأكابر
- مدى الدهر والأزمان ما قال قائل
- لك الحمد اللهم يا خير ناصر
المزيد...
العصور الأدبيه