الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> ابى الله إلا أن تكون لك العقبى >>
قصائدابن مشرف
ابى الله إلا أن تكون لك العقبى
ابن مشرف
- ابى الله إلا أن تكون لك العقبى
- ستملك شرق الأرض بالله والغرباء
- أراد بك الأعداء ما الله دافع
- كفا كهم لما رضيت به ربا
- هم يدلوا نعماك كفرا وبوءوا
- نفوسهم دار البوار فما أغبى
- بغاث تصدت للصقور سفاهة
- فأضحت جزافا من مخالبها نهبا
- أرادوا شقاق المسلمين شقاوة
- فصب الشقاء ربي على أهله صبا
- هم أضرموا نارا فكانوا وقودها
- وهم جردوا سيفا فكانوا به خدبا
- دعاهم إلى الأمر الرشيد أمامهم
- وقال هلموا للكتاب وللعتبى
- وما كان بالنزق العجول وإنما
- يديرهم تدبير من طب من حبا
- فلما أبو إلا الشقاق وأصبحوا
- على شيعة الإسلام من زعمهم البا
- أتاهم سليل الغاب يصرف نابه
- زماجرة قبل اللقاء ترعب القلبا
- له همم لا تنتهي دون قصده
- ولو كان ما يبقيه في نفسه صعبا
- بجيش يسوق الطير والوحش زجره
- فلم تر وكرا عامرا لا ولا سربا
- وجرد عليها كل أغلب باسل
- إذا ما دعى من معرك للقنا لبا
- فعاد غبار الجو بالنقع قاتما
- تظن اشتغال البيض في ليلة شهبا
- وأضحوا هدايا للسباع تنوشهم
- تنويهم يوما وتعتادهم غبا
- وراحت لطير الجو عيشى ونقرى
- ونادي وحوشا في مكانها سغبا
- ولو لم يكفكف خيله عن شريدهم
- لما آب منهم مخبر خب أودبا
- فقل للبغاة المستحلين جهرة
- دماء بني الإسلام تبا لكم تبا
- نبذتم كتاب الله حين دعيتم
- إليه وقلتم بالكتابين لانعبا
- وقلدتم أشقاكم أمر دينكم
- فأصبحتم عن شرعة المصطفى نكبا
- نعم ثبت الله الذين تبؤوا
- من الدين والإيمان منزله رحبا
- هم حفظوا العهد الذي خنتم به
- فكانوا لأهل الدين مذهاجر واصبحا
- وهم صدقوا الله العهود وآمنوا
- أمامهم صدقا فلالا ولا كذبا
- إمام الهدى إن العدو إذا رأى
- له فرصة في الدهر ينزو لها وثبا
- ومن ألجأته للصداقة علة
- يكن سلمه من بعد علتها حربا
- فعاقب وعاتب كل شخص بذنبه
- فلولا العقوبات استخف الورى الذنبا
- وقد رتب الله الحدود لتنتهي
- مخافتها عما به يغضب الربا
- إذا أنت جازيت المسيء بفعله
- فلا حرج فيما أتيت ولا ذنبا
- فمن سل سيف البغي فاجعله نسكه
- ومن شب نارا فارمه وسط ماشبا
- بذا يستقيم الأمر شرعا وحكمة
- وينزجر الباغي إذا هم أوهبا
- ومن تاب فهم فاعف عنه تفضلا
- فحسبهم ما قد لقو منكم حسبا
- فقد حمدوا في بعض ما قد مضى لهم
- فإن رجعوا فالعود للذنب قد جبا
- فرب كبير الذنب من جنب عفوكم
- صغير ولكن إن هم طلبوا العتبى
- ومثلك لم تقرع لتنبيهه العصا
- عرفت نصيح القلب منهم ومن حبا
- وأذكى صلاة مع سلام على الذي
- نرى مسؤوله منا المودة من القربى
المزيد...
العصور الأدبيه