الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> أتنكر رسم الدار أم أنت تعرف >>
قصائدابن مشرف
أتنكر رسم الدار أم أنت تعرف
ابن مشرف
- أتنكر رسم الدار أم أنت تعرف
- لدن قمت بالأطلال والعين تذرف
- ديار لسلمى قد محا رسمها البلا
- وغيرها وبل من المزن ينظف
- كأن لم تكن مغنى لبيض أو أنس
- بهن غزال أحور الطرف أهيف
- فتاة كأن البدر غرة وجهها
- سوى أنه حينا إذا أتم يكسف
- ترى الصبح يبدو نوره من جبينها
- وفي شعرها جنح من الليل يعكف
- وقد يقد العاشقين قوامه
- كمثل قضيب البان بالريح يعطف
- وطرف سقيم اللحظ كم أسقمت به
- محبا نحيفا جسمه فهو مدنف
- وأنف كحد المشرفي حمت به
- رحيق رضاب طيب حين يرشف
- فما بال من لا يعرف الوجد والهوى
- يلوم على وجدي بها ويعنف
- كما لام والي المسلمين سفاهة
- على نصره الإسلام من ليس ينصف
- وتحذيره الأعراب أن يسفكوا الدما
- وأن ينهبوا الأموال أو يتخطفوا
- فكم أفسدوا في الأرض بعد صلاحها
- وكم سفكوا الدم الحرام وأسرفوا
- وكم قد أغاروا في الدروب وكم عثوا
- وكم قطعوا سبل الحجيج وخفوا
- فقال ادخلوا في السلم طرا وأسلموا
- وإلا فحرب وعده ليس يخلف
- وأقسم لا نعطي على ديننا الرشا
- وما عندنا إلا حسام ومصحف
- فمن لم يقومه الكتاب أقامه
- حدود الضبا والسمهري المثقف
- فهل يستقيم الدين إلا بدعوة
- إلى الله يتلوها سنان ومرهف
- وقد فرض الله الجهاد على الورى
- لمن كان عن نهج الشريعة يصدف
- وقد كان يبدي الحلم والصفح عنهم
- ويعطيهم الأموال كي يتألفوا
- فلما أبوا إلا الخلاف تمردا
- رماهم بما يؤذي النفوس ويتلف
- بجيش لهام حشوه الخيل والقنا
- تهب رياح الموت منه وتعصف
- يقودهم شبل الإمام وأنه
- لبالجود والإقدام والمجد يوصف
- وأما إمام المسلمين فإنه
- لمسعر حرب بالمساكين يرأف
- صفوحا عن الجاني وإن كان مجرما
- سؤلا عن العاني به يتلطف
- وينصر أهل الدين والعلم والحجى
- ويكرمهم بالمكرمات ويتحف
- مطاياه في غزو العدو مشيحة
- عطايا تزري بالكنوز وتجحف
- هو البحر ينتاب العطاش وروده
- وكل امرىء يروي المزاد ويعرف
- فاسيافه من خصمه تزعف الدما
- وأقلامه بالبذل والجود ترعف
- لقد أتعب الكتاب كتب صكاكه
- فكدت على أقلامهم أتخوف
- ودونك من نظم القريض قصيدة
- وجيزة لفظ باللآلي ترصف
- أتتك من الإحساء بكر خريدة
- تميس وخمر التيه يثنى ويعطف
- يعطر رياها سدوسا وبرة
- وسامعها من روضها الزهر يقطف
- وأزكى صلاة الله ثم سلامه
- على من به ختم النبوة يعرف
- كذا الصحب ما غنى حمام مطوق
- فجاوبه ورق على الدوح يهتف
المزيد...
العصور الأدبيه