الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> إلى الله نشكو حادثات النوائب >>
قصائدابن مشرف
إلى الله نشكو حادثات النوائب
ابن مشرف
- إلى الله نشكو حادثات النوائب
- ودهرا دهانا صرفه بالعجائب
- يذل أخا علم ويكره جاهلا
- ولست على ريب الزمان بعائب
- وعيش مشوب لا يزال منكدا
- فلذاته ممزوجة بالمصائب
- كذا عادة الدنيا تهين أولى النهى
- وتكرم أصحاب الخنا والمعائب
- تعز بنيها عند اقبال سعدها
- وإن أدبرت جاءت بشيب الذوائب
- وكم صرعت من عاشقيها فما ارعووا
- وكم خدعتهم بالوعود الكواذب
- فلما دهتنا بالهموم وعسرها
- وصاح بنا الأعداء من كل جانب
- لبست لها ثوب التجلد منشدا
- إذا لم يسالمك الزمان فحارب
- وساءلت هل في دهرنا من مساعد
- على جبر مطلوب وإسعاف طالب
- فلم أر إلا الألمعي أخا الندى
- أمام الهدى نسل الكرام الأطايب
- كريم المساعي فيصل من يراعه
- على طرسه يحكى هتون السائب
- فيممته من أرض هجر عشية
- واعمت عيس اليعملات النجائب
- تجوب بنا البيداء والصلب واللوى
- بوخد به يطوي بعيد السباسب
- بيوم من الشعراء حام هجيره
- به يسعد الحرباء صوت الجنادب
- فلما أتت أرض الرياض وانهلت
- من المنهل المورود عذب المشارب
- أناخت وحطت في فناء رحالها
- وفازت بما قد أملت من مآرب
- كريم يرى في وجهه البشر والندى
- وفي كفه الهطال نجح المطالب
- هو الغيث يحيي المسنتون بخصبه
- هو الليث في العجاء بين المقانب
- ونجم به ترمى الغواة من الورى
- ويهدى به أهل السرى في الغياهب
- به صعدت هماته وهباته
- إلى منزل فوق النجوم الثواقب
- إليه أتى الوفاد من كل وجهة
- يؤمون ذا مجد كثير المواهب
- يمرون بالدهنا خفاقا عيابهم
- ويرجعن من جدواه بجر الحقائب
- ألا إنه شمس الملوك إذا بدت
- توارت لضوئها جميع الكواكب
- فقد فاقهم حلما ومجدا وسؤددا
- فمن مثله في شرقها والمغارب
- فلا زال بالإسعاف والنصر مسعدا
- يدوس عداه بالسيوف القواضب
- ودونك من أبكار فكري خريدة
- تزف من الإحساء إلى خير خاطب
- أتتك تجر الذيل في رونق الضحى
- ولم تخش من واش بها أو مراقب
- فأحسن قراها بالقبول ولا تطع
- بها قول عذال حسود وعائب
- وأزكى صلاة الله ما سلت الظبا
- وهز القنا الفرسان بين الكتائب
- على خاتم الرسل الكرام وصحبه
- نبي أتاها من لؤي بن غالب
المزيد...
العصور الأدبيه