الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> الليل غشا الدنيا أم الأفق مسود >>
قصائدابن مشرف
الليل غشا الدنيا أم الأفق مسود
ابن مشرف
- الليل غشا الدنيا أم الأفق مسود
- أم الفتنة الظلماء قد أقبلت تعدو
- أم السرج النجدية الزهر أطفئت
- فأظلمت الآفاق إذ أظلمت نجد
- نعم كورت شمس الهدى وبدا الردى
- وضعضع ركن للهدى فهو منهد
- لدن بالسمحاء خطب فأوحشت
- مساكنها وازور عيش بها رغد
- تفرق اهلوها وسل على الهدى
- سيوف على هامات أنصاره تشدو
- وفل حسام الدين بل ثل عرشه
- لدن غاب من آفاقه الطالع السعد
- بأيدي غواة مفسدين لقد عثوا
- وجاسوا خلال الدار وانتثر العقد
- قضاء من الرحمن جار بحكمه
- ولله من قبل الأمور ومن بعد
- فآه لها من وقعة طار ذكرها
- وكادت تميد الراسيات وتنهد
- وفاضت دموع كالعقيق لما جرى
- وكادت لعظم الخطب تنصدع الكبد
- وقد اقذع البصري في ذم شيخنا
- وأنصاره تبا لما قاله الوغد
- أيهجو إماما هاديا أرشد الورى
- إلى منهج التوحيد فاتضح الرشد
- وبصرهم نهج المحبة فاهتدوا
- وآبو إلى السلام من بعد أن صدوا
- سقى روحه الرحمن وابل رحمة
- وعم هتون العفو من ضمه اللحد
- وأبناؤه العز الكرام قد اقتفوا
- محجته المثلى وفي نصرها جدوا
- فكانوا إلى التوحيد يدعون دأبهم
- فكم قد أفادوا من يروح ومن يغدو
- وكم سنة أحيوا وكم بدعة نفوا
- وكم شبهة جلوا وأبوابها سدوا
- وكم فتنة جلت فجلوا ظلامها
- بنور الهدى حتى استبان لنا الرشد
- ومهما ذكرت الحي من آل مقرن
- تهلل وجه الفخر وابتسم المجد
- هموا نصروا الإسلام بالبيض والقنا
- فهم للعدى حتف وهم للهدى جند
- غطارفة ما إن ينال فخارهم
- ومعشر صدق فيهم الجد والحد
- وهم أبحر في الجود أن ذكر الندى
- وإن أشعلت نار الوغى فهم الأسد
- فكم مسجد قد أسسوه على التقى
- وكم مشهد للشرك بنيانه هدوا
- بهم أمن الله البلاد وأهلها
- فهم دون ما يخشونه الردم والسد
- فلما مضت تلك العصابة لم يقم
- بعد لهم من ضمة الشام والسند
- ولكن فشا فيها الزنى وبدا الخنا
- فلم تنكر الفحشا ولم يقم الحد
- فكم فتنة عمت وكم طل من ندم
- حرام وكم ضلت عصائب وارتدوا
- وكم قطع السبل البوادي وأفسدوا
- فصاروا بها مثل الذئاب التي تعدوا
- فإن كان هذا عنده الدين والهدى
- فقد فتحت للدين أعينه الرمد
- فشكرا بني الإسلام قدر ربنا
- لكم كرة من بعد أن بئس اللد
- وأقسم قوم أنها دولة مضت
- وليس لما قد فات عود ولا رد
- وقلنا لهم نصر الإله لحزبه
- به جاء في القرآن والسنة الوعد
- فعادت كما كانت بفضل ورحمة
- من الله مولانا له الشكر والحمد
- فهذا إمام المسلمين مؤيدا
- له النصر والإقبال والحل والعقد
- علينا دعاء الله سرا وجهرة
- له وله منا النصيحة والود
- وصل إله العالمين مسلما
- على المصطفى ما حن في سحبها الرعد
- كذا إله العز الكرام وصحبه
- ومن لم يزل يقفو طريقتهم بعد
المزيد...
العصور الأدبيه