الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن خفاجة >> رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا، >>
قصائدابن خفاجة
رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا،
ابن خفاجة
- رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا،
- و ستشعروا النصرَ العزيزَ سلاحا
- واستَقبَلُوا أُفُقَ الشَّمالِ بجَحفَلٍ
- نَشَرَ القَتامَ، على الشّمالِ، جَناحَا
- قد ماسَ في أرجالهِ شجرُ القنا
- وجَرَى بهِ ماءُ الحَديدِ، فَساحَا
- مَطَرَ الأعاجِمَ منهُ عَارِضُ سَطوَة ٍ،
- بَرَقَ الحَديدُ بجانِبَيهِ، فَلاحا
- حتى إذا قضمَ المهنّدُ نبوة ً
- واندقّ صدرُ السمهريّ فطاحا
- وتَخَايَلَتْ بِهِمِ الجِيادُ، كأنّما
- بسطتهمُ فوقَ البطاحِ بطاحا
- قتلى بحيثُ ارفضّ دمعُ المزنِ لا
- رحمى فأسعدهُ الحمامُ فناحا
- قد تُرّبَتْ منهم صَحائِفُ أوجُهٍ،
- جَعَلَتْ تُمزّقُها السّيوفُ جِراحا
- فلَوِ اطّلَعتَ لَما اطّلَعتَ على سِوَى
- سهمٍ تشلّمَ في قتيلٍ طاحا
- فحمتْ حريمَ المسلمينَ مصارعٌ
- تَركَتْ حَريمَ المُشرِكينَ مُباحَا
- مُسوَّدَّ ساحاتِ المَنازِلِ وَحشَة ً،
- مملوءَ أفنية ِ الديار نياحا
- تأتي صقورٌ منهمُ منقضة ٌ
- قدراً على مهجِ العدوّ متاحا
- مَلأوا ضُلُوعَ اللّيلِ زُرْقَ أسِنّة ٍ،
- سَالَتْ على أعطافِهِ أوضاحَا
- شربتْ معاطفَ كلِّ طرفٍ راحا
- من كلّ منصورِ اللّواءِ اذا سرى
- مثُلتْ له عقبى السرى فارتاحا
- فانصاع يضحكُ وجههُ عن غرّة ٍ
- سالَتْ، ويَلعَبُ في العِنانِ مِرَاحَا
- يسري بأبلحَ ما ادلهمتْ روعة ً
- إلاّ تلألأ وجههُ مصباحا
- وأقامَ فَوقَهُمُ العَجاجَة َ كِلّة ً،
- و أدارَ بينهمُ الردى أقداحا
- أيسارُ حربٍ كلما اشتجرَ القنا
- لم يُعمِلُوا، إلاّ الرّماحَ، قِداحَا
- طالوا العواليَ بسطة ً فكأنما
- رَكَزَتْ يَدُ الهَيجا بهم أرماحَا
- من كلّ هَضبَة ِ سُؤدَدٍ، هزّ النّدى
- أعطافهُ طرباً فسالَ سماحا
- أدمَى اللّقاءُ، مِنَ القَنا، ظفراً له
- ذرباً ومدّ منَ اللواءِ جناحا
- فانجابَ لَيلُ الخَطبِ عن أُفقِ الهُدى ،
- و تطلعَ الفتحُ المبينُ صباحا
المزيد...
العصور الأدبيه