الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن خفاجة >> أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ >>
قصائدابن خفاجة
أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
ابن خفاجة
- أبى البرقُ إلآّ أنيحنّ فؤادُ
- ويَكحَلَ، أجفانَ المحبّ، سُهادُ
- فبِتّ وَلي، من قانىء ِ الدّمعِ، قهوَة ٌ
- تدارُ ومن إحدى يديّ وسادُ
- تنوحُ لي الورقاءُ وهيَ خلية ٌ
- ويَنهَلّ دَمعُ المُزنِ، وهوَ جَمادُ
- وقد كانَ في خَدّيّ للشُّهبِ مَلعَبٌ،
- فقَد صارَ فيهِ للورِادِ طِرادُ
- و ليلٍ كما مدّ الغرابُ جناحَهُ
- و سالَ على وجهِ السجِلّ مدادُ
- به من وَميضِ البرقِ، واللّيلُ فَحمة ٌ،
- شرارٌ ترامىو الغمامُ زنادُ
- سريتُ بهِ أحييهِ لا حيّة ُ السُّرى
- تموتُ ولا ميتُ الصباحِ يعادُ
- يُقَلّبُ منّي العَزمُ إنسانَ مُقلَة ٍ،
- لها الأفقُ جفنٌ والظلامُ سوادُ
- بخرقٍ لقلبِ البرقِ خفقة ُ روعة ٍ
- بهِ، ولجَفنِ النّجمِ فيهِ سُهادُ
- سَحيقٍ، ولا غَيرَ الرّياحِ رَكائِبٌ،
- هناكَ ولا غيرض الغمامِ مزادُ
- كأني وأحشاءُ البلادِ تجنّني
- سَريرَة ُ حُبٍ، والظّلامُ فؤادُ
- أجوبُ جيوبَ البيدِ والصبحُ صارمٌ
- لهُ الليلُ غمدٌ والمجرّ نجادُ
- وفي مُصطَلى الآفاقِ جَمرُ كواكِبٍ،
- علاها من الفجرِ المطلِّ رمادُ
- ولمّا تفرّى ، من دُجى اللّيل، طِحلِبٌ،
- و أعرضَ من ماءِ الصباحِ ثمادُ
- حننتُ وقد ناحَ الحمامُ صبابة ً
- و شُقّ من الليلِ البهيمِ حدادُ
- على حِينَ شَطّتْ، بالحبَائبِ، نيّة ٌ،
- وحالَتْ فَيافٍ، بَينَنا، وبِلادُ
- عشيّة َ لا مثلَ الجوادِ ذخيرة ٌ
- و لا مثلَ رقراقِ الحديدِ عتادُ
- إذا زارَ خَطْبٌ خَفّرَتني ثَلاثَة ٌ:
- سنانٌ، وعضبٌ صارِمٌ، وجَوادُ
- فبِتّ، ولا غَيرَ الحُسامِ مُضاجِعٌ،
- و لا غيرَ ظهرِ الأعوجيّ مهادُ
- معانقَ خلٍّ لا يخلّ وإنما
- مكانُ ذراعيهِ عليّ نجادُ
المزيد...
العصور الأدبيه