الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن خفاجة >> بُشرَى ، كما أسفَرَ وجهُ الصّباحْ، >>
قصائدابن خفاجة
بُشرَى ، كما أسفَرَ وجهُ الصّباحْ،
ابن خفاجة
- بُشرَى ، كما أسفَرَ وجهُ الصّباحْ،
- واستشرفَ الرّائدُ برقاً ألاحْ
- وارتَجَزَ الرّعدُ يَمُجّ النّدَى
- رَيّا، ويَحدُو بمَطايا الرّياحْ
- فدنّر الزهرُ متونَ الربى
- ودَرهَمَ القَطرُ بُطونَ البِطاحْ
- هبّت رواحاً وهي نفّاحة ٌ
- فطابَ ريحاً نشرُ ذاكَ الرواح
- أفصحَ غرّيدٌ بهامطربٌ
- نفّشَ، من طِرْسٍ، قُدَامى جَناحْ
- فهل ترى أسمعَ غصنَ النقا
- فهزّ من عطفيهِ هزَّ ارتياحْ؟
- أم هل سرى ينعشُ ميتَ الربى
- فمجّ ريق الطلّ ثغرُ الأقاحْ
- عِزّ تَهادى بالقَنا هِزّة ً،
- واختالَ بالجُردِ المَذاكي مِراحْ
- فَطاوَلَ، النّجمَ، مَنارُ الهُدَى ،
- وأحرَزَ الدّينُ مُعَلّى القِداحْ
- والتأمَ الشِّعبُ، وما إنْ عَدا
- رأيُ أمِيرِ المُؤمِنينَ الصَّلاحْ
- خيرُ إمامٍ دامَ في عسكري
- جَدٍّ وجِدٍ، ملءُ صَدرِ البَراحْ
- يَعطِسُ عن أنفٍ حَميٍ لَهُ،
- أضرَعَ، خَدّيْ كلّ حيٍّ، كفاحْ
- أرعَدَ في تُدميرَ زَجراً لها،
- فما لعنزينِ هناكَ انتطاحْ
- وغَضّ، من أصواتِها، صَوتُهُ،
- إنّ زئيرَ الليثِ غيرُ النباحْ
- و شدّ أزرَ ابنِ عصامٍ بما
- حَبّرَ مِن ألفاظِ بِرٍ، فِصاحْ
- في رقعة ٍ تحملُ من رفعة ٍ
- لألاءَ أوضاحِ الوُجُوهِ الصِّباحْ
- ميمونة ٍ لو لمستْ جلمداً
- صلداً لسالَ الماءيُ عنه فساحْ
- فالمجدُ ممطورُ جنابِ المنى
- و الملكُ خفاقُ جناحِ النجاحْ
- يسفرُ عن بيضِ وجوهِ الظبى
- بأساً، ويَرنُو عن عيونِ الرّماحْ
- أبيضُ وضاحُ جبينِ العلى
- جذلانُ مبسوطُ يمينِ السماحْ
- فقلْ لمن ساجلهُ ضلّة ً
- ما سُدفَة ُ اللّيلِ وضَوءُ الصّباحْ
- كيفَ يكافيهِ وهل تستوي
- خشونة ُ الجدّ ولينُ المزاحْـ؟
- تميّزتْ من شيمة ٍ شيمة ٌ
- إنّ الأجاجَ الصِّرْفَ غَيرُ القَراحْ
- جالدتهُ من حاسرٍ دارعاً
- كفاهُ حملُ الرأي حملَ السّلاحْ
- وأينَ مِن بَحرٍ، طَما، أخضَرٍ،
- ما سالَ من أوشالِ بيضِ الصِّفاحْ
- حمتْ ومن يقعدُ يهِ جدُّهُ
- فكلّ زندٍ في يديهٍ شحاحْ
- فلا تنم عننكَمن حاسدٍ
- غضَّ حراناً من عنانِ الجماحْ
- أمَضّهُ جُرحٌ دَخيلٌ بهِ،
- إنّ الرزايا من أمضّ الجراحْ
- فرقرقَ العبرة َ في خجلة ٍ
- و ربما يمزجُ بالماءِ راحْ
- ما صّ بالدمعة ِ إلاّ هفا
- فانظرْ تَجِدْ ثَمّ السِّوارَ الوِشاحْ
المزيد...
العصور الأدبيه