الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ >>
قصائدكشاجم
أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ
كشاجم
- أخٌ لي عادَ من بعدِ اجتِنَابِهْ
- ففرَّقَ بينَ قلبي واكتِئَابِهْ
- حَبَانِي بالعتابِ وكانَ ظنِّي
- بهِ أنْ لا سَبِيلَ إلى عِتَابِهْ
- وخَاطَبَنِي فَخِلْتُ بأنَّ زَهرَ الـ
- ـرُبى الموشِيَّ يُجْنى مِنْ خِطَابِهْ
- بلفظٍ لو بَدَا لحليفِ شَيْبٍ
- لفارَقَهُ وعادَ إلى شَبَابِهْ
- فَقَرَّبَ بينَ أَجفاني وغَمْضِي
- وباعَدَ بين دَمعِي وانسِكابِهْ
- وردَّ البرءَ في جسمٍ نوى مِنْ
- سُقَامِ الصدِّ حينَ ثَوَى لِمَا بِهِ
- أَتانِي أَرْيُ مَنْطِقِهِ فَعَضَّ
- على ما ذُقتُهُ من طَعمِ صَابِهْ
- وكانَ أَلذَّ عندي مِنْ رُضَابِ الـ
- ـحَبِيبِ إذا قَدرتُ على رِضَابِهْ
- إذا انتسبَ الثّقَاتُ إلى وفاءٍ
- فحسبُكَ بانتسابي وانتسابِهْ
- على أنِّي وإِن جِزْتُ الثريَّا
- فليسَ أقاسَ بَعْدُ إلى تُرَابِهْ
- ولَوْ أَقْسَمْتُ أنَّ المجدَ شيءٌ
- لهُ دونَ البريَّة ِ لَمْ أُحَابِهْ
- حبيبٌ كنتُ إنْ وَارَيتُ شَخصِي
- رأتْ عيناكَ شخصي في ثِيابِهْ
- حِمَامي في تَنَائِيهِ ولكنْ
- حياتي حينَ يقربُ باقترابِهْ
- إذا ما اقتادَني ألفلا قِيَادي
- قيادَ الماءِ أسْرَعَ في انصِبَابِهْ
- فلمَّا أحَدَثَ الدَّهْرُ ارتياباً
- غَدَا متعلِّقاً بعُرَى ارتيابِهْ
- يعاقِبُنِي على غيرِ اجترامٍ
- فاصبرُ حين يُبلِغُ في عِقَابِهْ
- رجاءَ إيابهِ لي بالذي لمْ
- أزلْ صبّاً إليهِ مْن إيابِهْ
- وَمَالي لاَ أَخافُ ذَهَابَ وُدٍّ
- وَجَدْتُ ذهابَ نفسي في ذَهَابِهْ
- أمِنْ معنًى تبسَّمَ عَنْ صوابٍ
- فأحببتُ الزيادَة َ في صوابِهْ
- يغادِرُني التجنِّي كلَّ يومٍ
- صريعاً بينَ مخلبِهِ ونابِهْ
- كأنِّي قد رَضيتُ عن الليالي
- واسعَدْتُ الزمانَ على انقلابِهْ
- وما أنا وارتكابَ الأَمرِ حتَّى
- أرَى ما خَلْفَهُ قَبْلَ ارتِكَابِهْ
- أَبا الفضلِ افتَتَحْتَ القَضْلَ لّما
- أَرَحْتَ مُعَذَّباً لَكَ مِن عَذابِهْ
- فَقَدْ أَسْكَنْتَ قلباَ كادَ مّما
- حَشَدْتَ عليهِ يخرجُ مِن حِجَابِهْ
- وَأَطْفَا بَرْدُ وَصِلْكَ حَرَّ هَجْرٍ
- تلهَّبَتِ الجوانِحُ بالتهابِهْ
- وكنتَ إذا مَدَدْتَ لِجَمِّ أَمْرٍ
- بَدَا لَمْ تَأْتِهِ مِنْ غيرِ بَابِهْ
- بنفسي شيمة ٌ لَكَ لَوْ أُتيحَتْ
- لِذي طمإِ لكانَتْ من سِهابِهْ
- وَلِي قلَمٌ إذا كاتَمْتُ مَا بِي
- تبيَّنَ في انتخابِي وانتخابِهْ
المزيد...
العصور الأدبيه