الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> أخٌ لي كُنتُ أُغبَطُ باعتقادِه >>
قصائدكشاجم
أخٌ لي كُنتُ أُغبَطُ باعتقادِه
كشاجم
- أخٌ لي كُنتُ أُغبَطُ باعتقادِه
- ولا أخشى التنكُّرَ من ودادِه
- هِلالٌ في إِضَاءَتِهَ حياءٌ
- سماحَتُهُ شهابٌ في اتّقادِه
- أهاديهِ القوافي مُسرعَاتٍ
- إليهِ فليتَ أنِّي لم أهَادِه
- واقبسُهُ فيورَى من زِنَادِي
- ويقبسُني فاُورَى من زِنَادِهْ
- وأعضُدُه برأيٍ من سَدَادِي
- ويعضُدُني برأيٍ من سَدَادِهْ
- فكان َوكنتُ والإِخلاصُ منهُ
- بحيثُ يُرَى بن صخرٍ من زَيادِهْ
- واُسعِدُهُ أقبَلُ ما دَعَاني
- لهُ من غِيّهِ أو منْ رَشَادِهْ
- صَلحْتُ لَهُ فادرَكَهُ نُبُوٌّ
- فأظهرَ بالتّنافُرِ من فَسَادِهْ
- وكانً قِيادُه بيدي ذَليلاً
- فصَعَّبَتْ الحوادثُ من قِيَادِهْ
- فأَصبَحَ قد تبُرَّأ من وِدَادِي
- كما برءَ المتيَّمُ من فؤادِهْ
- وعانَدَني ولَمْ أَعْلَمْ باَنِّي
- سَأُنقَلُ من هواهُ إلى عِنَادِهْ
- ومالَ إلى البعادِ ولستُ أخشَى
- حِمَامَ الموتِ إلاَّ من بِعَادِهْ
- وكابَدَني ولم أرَ قَطُّ أَحْلَى
- من المعشوقِ لفظاً في كِبَادِهْ
- ومُعْتَدٌّ عليَّ ولستُ مِمّنْ
- يكدّر صفوَ ودٍّ في اعتدادِهْ
- مَعَنَّى في انتقَادِ حُلَّي شعري
- وفضلُ الشّعرِ يَظْهَرُ في انتقادِهْ
- ولو حَاوَلْتَ أَنْ تُزْرِي ببدرٍ
- طلبتَ لَهُ المعايبَ من سَوَادِهْ
- وما كلُّ الكواكبِ مستنيرٌ
- فيُغْنِي بالإضَاءَة ِ في انفرادِهْ
- وقد ينهَلُّ بعدَ الظّلِّ وَبْلٌ
- وغَمْرُ الماءِ يظهَرُ في حشَادِهْ
- خفافاً بَانَ عَنْ طَرَفي لذيذَ الـ
- ـكَرَى وأزالَ عن خَدَّي وِسَادِهْ
- كأنِّي قد عذلتُ لهُ حبيباً
- فصارَمَهُ وشَرَّدَ مِنْ رُقادِهْ
- ولو سَفَكَة ْ يداهُ دَم ابنَ عمِّي
- أو ابني لَمْ أُثِرْهُ وَلَمْ أَعَادِهْ
- ولو قَتْلي أَرادَ قَتَلْتُ نَفْسِي
- لَهُ عمداً لِيَبْلُغَ مِنْ مُرادِهْ
- أواصِلُ إِنْ جفا وأغُضُّ ما إنْ
- هَفَا وألِينُ في وقتِ احتِدادِهْ
- وكنتُ عليهِ مُعْتَمداً فَلَمّا
- تغيَّرَ لِي أَقمتُ على اعتِمَادِهْ
- وتبتُ إليهِ من ذَنْبٍ جَنَاهُ
- ولَمْ أفقِدْهُ شخصي بافِتقَادِهْ
- أَبا بكرٍ لمجدِكَ حينَ تسمُو
- بِطَارِفِهِ وتضحكُ من تِلادهْ
- ولفظِك نَظْمُ دُرٍّ في قريضٍ
- كنظمِ العقدِ يزهُو بانعِقَادِهْ
- أقِلْنِي إنْ عَثَرْتُ وخُذْ بكَفَّيْ
- أخِيكَ وفُكَّ طرفي مِنْ سُهَادِهْ
- فما كتَبتْ يَدي الأبيات حتَّى
- جرى قلبي بِدَمْعِي من مدادِهْ
- وإِنْ أَكُ مّنباً فَعَفَوْتَ عنِّي
- فإنَّ اللّه يعفو عَنْ عَبَادِهْ
المزيد...
العصور الأدبيه