الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> وَفَى ذا السّرُورُ بتلْكَ الكُرَبْ >>
قصائدالشريف الرضي
وَفَى ذا السّرُورُ بتلْكَ الكُرَبْ
الشريف الرضي
- وَفَى ذا السّرُورُ بتلْكَ الكُرَبْ
- وهذا المقام بذاك التعب
- قَدِمتَ، فأطرَقَ صَرْفُ الزّمَانِ
- عناءً واغضت عيون النوب
- وَمِثْلُكَ مَنْ قَذَفَتْهُ الخُطُو
- ب في صدر كل خميس لجب
- قَرِيبُ المُرَادِ، بَعِيدُ المرَامِ
- عظيم العلاء جليل الحسب
- ومن قلقل البين اطنابه
- ونال اقاصي المنى بالطلب
- غَدَتْ تَشتَكيكَ كؤوسُ المُدامِ
- ويثنى عليك القنا والقضب
- وكنا نصانع فيك الهموم
- فصرنا نصانع فيك الطرب
- اذا ما الفتى وصل الزائريـ
- ن اثنوا عليه نأي أو قرب
- وَكَيْفَ يُهَنّيكَ لَفْظُ امرِىء ٍ
- يُهَنّي بِقُرْبِكَ أعْلَى الرُّتَبْ
- وَكُنّا بذِكرِكَ نَشفي الغَلِيلَ
- وما بيننا امد منشعب
- إلى أنْ تَهَلّل وَجْهُ الزّمَانِ
- وَمَنْ بَانَ مِثلُكَ عَنهُ شَحَبْ
- رَأيْنَا بِوَجْهِكَ نُورَ اليَقِيـ
- ـنِ، حَتّى خَلَعنا ظَلامَ الرّيَبْ
- ومازلت تمسح خد الصباح
- وَتَرْحَمُ قَلْبَ الظّلامِ الأشِبْ
- بمطرورة الصدر خفاقة
- تَطِيرُ مَجاذِيفُهَا كَالعَذَبْ
- تُعَانِقُكَ الرّيحُ في صَدْرِهَا
- وَيَشتَاقُكَ المَاءُ حَتّى يَثِبْ
- تَمُرّ بشَخْصِكَ مَرّ الجِيَادِ
- وتسري برحلك سير النجب
- اذا اطردت بك خلت القصو
- ر ترعد بالبعد أو تحتجب
- يُسَرّ بِهَا عَاشِقٌ لا يُلَذَّ
- ذ بالناي أو نازح يقترب
- وقد بلغتك الذي رمته
- وَحَقُّ المُبَلِّغِ أنْ يُصْطَحَبْ
- أبَا قَاسِمٍ كَانَ هَذا البِعَادُ
- الى طرق القرب اقوى سبب
- فَمَا كُنْتُ أوّلَ بَدْرٍ أتَى
- وَلا كُنْتَ أوّلَ نَجْمٍ غَرَبْ
- ألا إنّني حَسْرَة ُ الحَاسِدِينَ
- وَمَا حَسْرَة ُ العُجْمِ إلاّ العَرَبْ
- فلا لبسوا غير هذا الشعار
- ولا رزقوا غير هذا اللقب
- منحتك من منطقي تحفة
- رأيت بها فرصة تستلب
- تُصَفّقُها بالنّشيدِ الرّوَاة ُ
- كمَا صَفّقَ المَاءُ بِنْتَ العِنَبْ
- وَأنْتَ تُسَاهِمُني في العَلا
- ءِ فَخراً، وَتَشرَكُني في النّسَبْ
المزيد...
العصور الأدبيه