الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أبى الله إلا أن يسوء بك العدى >>
قصائدالشريف الرضي
أبى الله إلا أن يسوء بك العدى
الشريف الرضي
- أبى الله إلا أن يسوء بك العدى
- وَيُصْبِحَ مُستَثْنَى البَقاءِ على الرّدَى
- وَمَا كَانَ هَذا الدّهرُ يَوْماً بِنَازِعٍ
- نِجَادَ حُسَامٍ مِثْلَهُ مَا تَقَلّدَا
- لعا ولعا لا عثر من بعد هذه
- تَلَقّى العُلَى وَاستَأنَفَ العِزَّ أغيَدَا
- خَفِيتَ خَفَاءَ البَدرِ يُرْجَى ظهورُهُ
- وَمَا غابَ بَدْرُ اللّيْلِ إلاّ ليُشهَدَا
- غروب الدراري ضامن لطلوعها
- فَيا فَرْقَداً باقٍ عَلى اللّيلِ فَرْقَدَا
- معاذا لهذا البحر مما يغيضه
- معاذ الشمل المجد ان يتبددا
- سلمت لنا والله ارأف بالعلى
- من ان ينطوي عنا وارحم للندى
- فَقُلْ للعِدَى شُمّوا الهَوَانَ بأجدَعٍ
- وَعَضّوا عَلى الأيدي القِصَارِ بأدرَدَا
- افيقوا لها من سكرة الغي وابتغوا
- زِمَاماً إلى مَا تَكْرَهُونَ وَمِقْوَدَا
- حَسِبْتُمْ بأنّ المُلْكَ هِيضَتْ جُبورُه
- و ان سوام المجد اصبحن شردا
- لهَا اليَوْمَ رَاعٍ لا يُرَاعُ سَوَامُهُ
- اذل لها نهج الطريق وعبدا
- إذا طَمِعَ الأعْداءُ فِيهَا أجَارَهَا
- و ارتعها بين العوالي واوردا
- وَإنّ قِوَامَ الدّينِ قَدْ عَبّ بَحْرُهُ
- وَعِيداً أقَامَ الخَالِعِينَ وَأقْعَدَا
- تقوه فبينا تنظر البحر ساكنا
- إلى ان تراه شائل اللج مزبدا
- أأطْمَعَكُمْ أنّ الحُسامَ قضَى المُنى
- وَلمْ يبق عندَ الدّهرِ ثأراً، فأغمَدَا
- و إني ضمين ان تجرد مازق
- لغاو من الايام ان يتجردا
- اما يرهب القطاع الا مجردا
- اما يتقى العسال الا مسددا
- ليهن لليالي والمعالي انها
- اثابة برءٍ عدها المجد مولدا
- عَلى حِينَ طَارَتْ بالقُلُوبِ مَخافَة ً
- اطير فريص الملك منها وارعدا
- و اصبحت الامال غرثى ظمية
- يُوَاعدنَ من نُعماكَ مَرْعًى وَمَوْرِدَا
- فَلَوْ يَستَطيعُ الدّهرُ مِنْ بَعدِ هذِه
- لألبَسَكَ اليَوْمَ التّمِيمَ المُعَقَّدَا
- بِأيّ مَنَالٍ أمْ بِأيّة ِ أذْرُعٍ
- تعاطيتم اليوم البناء العطودا
- بِنَاءٌ أقَامَ المَجْدَ فيهِ عِمَادَهُ
- وَقَرّرَهُ تَحْتَ العَوَالي، وَوَطّدَا
- كد أبكم منه غداة حداكم
- تُشَاغِلُهُ الآذانُ عَنْ طَرَبِ الحُدَا
- و كبكم كب الحجيج هدية
- تحثحثها نخس النصال الى المدى
- كَأيّامِ حَنْوَيْ دارَزِينَ وَأرْبقٍ
- مَوَاقِفُ أخبَى الطّعنُ فيها وَأوْقَدَا
- اطيل اختراط البيض فيها فلو خفى
- بها لمعان البرق ظن المهندا
- وتخفى بها الامطار من طول ماجرى
- علَيها نَجيعُ الطّعنِ وَالضّرْبِ سرْمدَا
- شللتم بها شل الطرائد بالقنا
- تبرأ من ولى وضل الذي هدى
- و ما زادكم منهن غير جوايف
- هَوَادِرَ يَرْدُدْنَ المَسابرَ وَاليَدَا
- دعوا لقم العلياء للمهتدي به
- وَخَلّوا طَرِيقاً غَارَ فيهِ وَأنْجَدَا
- لأطولِكمْ طَولاً، إذا المُزْنُ أصْبحتْ
- غَوَارِزَ لا يُعْدَمْنَ خَلفاً مُجَدَّدَا
- نَهَيتُكُمُ عَن ذي هماهمَ مُشبلٍ
- حمى بجنوب السيء ضالا وعرقدا
- فضافض غيل في الدماء عييه
- كأن على ليتيه سبا موردا
- يفرق بين الجحفلين زثيره
- كما اط نجدي الغمام وارعدا
- يَجُرّ سَآبيَّ الدّمَاءِ وَرَاءَهُ
- مَجَرَّ الخَليعِ الشّرْعبيَّ المُعَضَّدَا
- و حذرتكم مغلولبا ذا غطامط
- اذا كب بوصي السفين وازبدا
- لَهُ زَجَلٌ كالفَحْلِ يَقْرَعُ شَوْلَهُ
- الظ بقرقار الهدير ورددا
- الا اخرس الغاوي ولا فاه قائل
- بامثالها ما بلل القطر جلمدا
- ولاوجد الراجون افقك مظلما
- وزند الندى يوما بكفك مصلدا
- ولاسمع الاعداء الا باصلم
- ولا نظر الحساد الا بارمدا
- فلَيسَ المُنى ما عشتَ قالصَة َ الجَنى
- علينا ولا النعمى بناقصة الجدا
- بقيت بقاء القول فيك فانه
- إذا بَلَغَ الباقي المَدى جاوَزَ المَدَى
- ولابعد المأمول من ان تناله
- فان فات في ذا اليوم ادركته غدا
- و مليت حتى تسأم العيش ملة
- فلو خلد الاقوام كنت المخلدا
المزيد...
العصور الأدبيه