الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ >>
قصائدالشريف الرضي
لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ
الشريف الرضي
- لَبِستُ الوَغَى قَبلَ ثَوْبِ الغُبارِ
- وَقَارَعْتُ بالنّصْلِ قَبلَ الغِرَارِ
- واسد اذا شعرت بالحمام
- رَأتْ عَيشَها خَلفَ ذاكَ الشّعَارِ
- طوال الخدود قصار الحقود
- رواء الشفاء ظماء المهار
- وَمُنْتَجِعِينَ دِيَارَ العَدُوّ
- في كل مصطرم ذي اوار
- بسمر مثقفة للطعان
- وجرد مسومة للغوار
- و يوم ختمنا عليه الردى
- وقد فض عنه ختام الذمار
- تَصِيدُ قُلُوبَ الأعَادِي بِهِ
- صدور القنا وهي هيم ضوار
- اذا ستر النقع اثارها
- هَتَكْنَ الضّمائِرَ عَنْ كُلّ ثَارِ
- قُلُوبُهُمُ بِذُيُولِ الحِمَامِ
- وقع اطرافها في عثار
- وَتَجْهَرُ بالمَوْتِ أرْوَاحُهُمْ
- وَسُمْرُ القَنَا مَعَهَا في سِرَارِ
- وَقَدْ وَرَدُوا بِصُدُورِ الرّمَاحِ
- كما صدروا بصدور الشفار
- كسونا قنانا ثياب الدما
- وَنحنُ مِنَ العَارِ فيها عَوَارِ
- لقد كنت اسحب برد الشماس
- لا يرفع العذل مرخى ازاري
- فَأصْبَحْتُ قَبْلَ نُزُولِ العِذَارِ
- مُعْتَرِفاً، صَابِراً للعِذَارِ
- ألاَ رُبّ صَبٍّ بِحُبّ العُلَى
- وليد المطايا رضيع السفار
- بَعِيدِ المَعَالي، قَرِيبِ العَوَالي
- صَدِيقِ الأيَادي، عَدُوِّ النُّضَارِ
- غرار التصابي بايدي العقار
- يمزق بالعيس جيب الدجى
- ويهتك بالخيل صدر النهار
- إذا غَاضَ مَاءُ النّدى أسْبَلَتْ
- يداه بماء من الجود جار
- إذا مَا رَعَتْ في رُبَى جُودِهِ
- هزال الاماني غدت كالشبار
- وَكَمْ نَدِيَتْ مِنَ نَداهُ المُنَى
- ندا سمره بالنجيع الممار
- ومن كن يهوين خلف الرجاء
- فأمسَينَ مِنْ جُودِهِ في قَرَارِ
- كمَا قَدّ قَلْبُكَ يا ابنَ الحُسَيْنِ
- من شوقه وعيون الفخار
- بمولد غراء اعطيتها
- بدوّ الاهلة بعد السرار
- أغَارَتْ عَلى الحُسْنِ أسْبَابُهَا
- فاسبابه عندها في اسار
- وَلا عَجَبٌ أنْ تَرَى مِثْلَهَا
- وزندك في كرم العرق وارى
- نثرن عليها سواد القلوب
- وكان الهنا في خلال النثار
- وَلَوْ أنْصَفَ الدّهْرُ لمْ نَقْتَنِعْ
- بغير قلوب النجوم الدراري
- هَنَاكَ بهَا اللَّهُ مَا غَرّدَتْ
- صدور القنا في اعالي نزار
- واحيا بها لك ميت العلى
- وَأرْدَى بِهَا كُلَّ عَابٍ وَعَارِ
- وَذَلّتْ عَمَائِمُ قَوْمٍ بِهَا
- كَمَا أنّهَا شَرَفٌ للخِمَارِ
- فحسبك فخر بهذا المديح
- وان غاض في المدح ماء افتخاري
- يَزُورُكَ بَينَ قُلُوبِ العَداة ِ
- فَيَقْطَعُهَا في اتّصَالِ المَزَارِ
- غَدَتْ كفُّ مَجدِكَ من مَدحَتي
- تجول معاصمها في سوار
المزيد...
العصور الأدبيه