الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لا عَادَتِ الكَأسُ عَليلَ النّسيمْ >>
قصائدالشريف الرضي
لا عَادَتِ الكَأسُ عَليلَ النّسيمْ
الشريف الرضي
- لا عَادَتِ الكَأسُ عَليلَ النّسيمْ
- بَعدي، وَلا فُضّتْ ختامُ الهُمومْ
- في لَيْلَة ٍ غَابَ مَعي بَدْرُهَا
- وَحَارَبَتْهَا في الظّلامِ النّجُومْ
- لا سحب النّشوان من ذيله
- فيها ولا درَّت عليها الكروم
- غِبتُ، وَشَوْقي عِندَها حَاضِرٌ
- شيّعه القلب وراء الحريم
- جاءَ وجلباب الدّجا شاحب
- وَعَادَ وَالجَوُّ صَقِيلُ الأدِيمْ
- لَوْ أنّ قَلْبي مُطْلَقٌ في الحَشَا
- جَرَى إلَيْهَا في عِنَانِ النّسِيمْ
- يَا لَيْلَة ً تَكْسِرُ ألحَاظَهَا
- كأَنّها مكحولة بالغيوم
- كم ليلة مثلك انضيتها
- والرّاح تزجى من إزار النّديم
- يَكَادُ مِنْ حُسنٍ، إذا زُرْتُهَا
- تحدث برأً في الهلال السقيم
- في مجلس قوّم أعطافه
- تَقَارُبُ الوَصْلِ وَقُرْبُ النّعيمْ
- يجلو عليَّ الكأس من خدرها
- أبيضُ سامي الفرع نامي الأروم
- تَعَلّقَ الحُسْنُ بِأطْرَافِهِ
- فَمَالَ، وَالأعصَانُ لا تَستَقيمْ
- مُوَقَّرُ الشّيمَة ِ إنْ جَاذَبَتْ
- مَقالَهُ، يوْمَ الجِدالِ، الخُصُومْ
- في حَيثُ تَنزُو عَذَباتُ الحُبَا
- بالقَوْمِ، حَتّى تَستَطيرُ الحُلومْ
- يقرضني الودّ على نأيه
- وعند قرب الدّار نعم الحميم
- حلأني الأعداء عن ورده
- وبي إلى الماء نزاع مقيم
- أُذادُ أنْ أرْفُلَ في أرْضِهِ
- وَيَرْتَعي ذاكَ الجَنابَ العَميمْ
- إنْ دَفَعُوا ظِمئي، فَيا رُبّمَا
- ذادت عن الماء الحقاقُ القروم
- مِنْ بَعدِ ما مُدّتْ حَيازِيمُهُمْ
- عَلى قُلُوبٍ دامِيَاتِ الكُلُومْ
- في كل يوم تنتضى منهمُ
- قَوَارِصٌ تَعقرُ حِلْمَ الحَلِيمْ
- أحيَتْ شَآبِيبُ الحَيَا مَنْزِلاً
- مَاتَ لَنَا فيهِ الزّمَانُ القَدِيمْ
- أيام يغدو الروض مستبشراً
- وَنَجتَلي تلكَ الرُّبَى وَالرّسُومْ
- كَمْ صَبَغَ الدّهرُ قَميصَ الثّرَى
- وَعادَ رِقُّ الأرْضِ ضَاحي الوُشومْ
- والدّهر في أبياتنا جؤذر
- فالآن أضحى وهو ليث شتيم
- أيّامَ نُزْجي مِنْ مَوَاعِيدِنَا
- ضراغماً تفرس عدم العديم
- تنظر في أثناء أوطاننا
- لِقَاحَ جُودٍ للرّجَاءِ العَقِيمْ
- لي في حواشي البرق أنسٌ فلا
- أدْرِي أأُغضِي دونَهُ أمْ أَشِيمْ
- أخَافُ مِنْ سَطْوَة ِ شُؤبوبِهِ
- وَبَيْنَنَا مِنْ دجنِهِ هَضبُ رِيمْ
- أجْفُو مَغَانِيه، وَمَا بَيْنَنَا
- لا يغضب الناقة فيه الرسيم
- وَكُنتُ لا أبْرَحُ أوْطَانَهُ
- مطنّبا بين الضحى والصريم
- أسلب في الجري إلى ربعه
- سنطلة الذئب وشأو والظليم
- يا دين قلبي لك من لوعة
- تُعَاوِدُ القَلْبَ عِدادَ السّلِيمْ
- قل لغريمي بديون الهوى
- يا حبذا منك مطال الغريم
- ذَمَمْتُ دَهْراً لمْ يَزَلْ صَرْفُهُ
- يَطرُقُني، وَفدَ الفَعالِ الذّمِيمْ
- أرى الأسى إن جلّ خطب الأسى
- أسمَحَ مِنْ طَبعِ العَزَاءِ اللّئِيمْ
- والقرب في الودّ على نأينا
- أحسَنُ مِنْ قُرْبِ العِدا بالجُسومْ
- أُكْرِمُ وُدّي دُونَ خُطّابِهِ
- أنْ يَصِلَ الحَبْلَ بغَيرِ الكَرِيمْ
المزيد...
العصور الأدبيه