الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> دَعِ الذّميلَ إلى الغاياتِ وَالرَّتَكَا >>
قصائدالشريف الرضي
دَعِ الذّميلَ إلى الغاياتِ وَالرَّتَكَا
الشريف الرضي
- دَعِ الذّميلَ إلى الغاياتِ وَالرَّتَكَا
- ماذا الطلاب أترجو بعدها دركا
- ما لي أكلفها التهجير دائبة
- عَلى الوَجَى وَقِوَامُ الدّينِ قد هَلَكَا
- حل الغروض فلا دار ملائمة
- وَلا مَزُورٌ إذا لاقَيتَهُ ضَحِكَا
- أمسى يقوّض عنا العز خلّفه
- وثور المجد عنا بعد ما بركا
- اليَوْمَ صَرّحَتِ الجُلّى ، وَقد ترَكَتْ
- بين الرجاء وبين اليأس معتركا
- تَمَثّلَ الخَطْبُ مَظْنُوناً لِتَالِفِهِ
- فَسَوْفَ نَلقَاهُ مَوْجُوداً وَمُدّركَا
- رزيئة لم تدع شمساً ولا قمراً
- ولا غماماً ولا نجماً ولا فلكا
- لو كان يقبل من مفقودها عوض
- لأنفق المجد فيها كلما ملكا
- قد أُدْهشَ المُلكُ قبلَ اليَوْمِ من حذَرٍ
- وَإنّمَا اليَوْمَ أذرَى دَمعَهُ وَبَكَى
- أمسَى بها عَاطِلاً مِنْ بَعدِ حِليَتِهِ
- وَهادِماً مِن بِناءِ المَجدِ ما سَمَكَا
- مَنْ للجِيَادِ مَرَاعِيهَا شَكَائِمُها
- يحمِلنَ شَوْكَ القَنا اللّذّاعَ وَالشِّككَا
- يطا بها تحت أطراف القنا زلقا
- من الدماء ومن هام العدا نبكا
- من للظبى يختلي زرع الرقاب بها
- حكم القصاقص لا عقل لما سفكا
- من للقنا جعلت أيدي فوارسه
- من القلوب لها الأطواق والمسكا
- مَنْ للأسُودِ نَهَاها عَنْ مَطاعِمِها
- فكم رددن فريسا بعد ما انتهكا
- من للعزائم والآراء يطلعها
- مطالع البيض يجلو ضؤها الحالكا
- من للرقاق إذا أشفت على عطب
- يغدو لها بُلَّغاً بالطول أو مسكا
- مَنْ للخُطُوبِ يُنَجّي مِن مَخالبِها
- وَيَنزِعُ الظُّفْرَ مِنها كُلَّما سَدِكَا
- ومن معشر أخذوا الفضلى فما تركوا
- مِنها لِمَنْ يَطْلُبُ العَلْيَاءَ متّرَكَا
- قدّوا من البيض خلقاً والحيما خلقاً
- عِيصاً ألَفّ بعيصِ المَجدِ فاشتَبَكَا
- لَوْ أنّهُمْ طُبِعُوا لمْ تَرْضَ أوْجُهُهم
- دراري الليل لو كانت لها سلكا
- هم أبدعوا المجد لا إن كان أولهم
- رَأى مِنَ الجِدّ فِعلاً قَبلَهُ فحَكَى
- الراكبين ظهوراً قلما ركبت
- والمالكين عناناً قلما ملكا
- هيهات لا ألبس الأعداء بعدهم
- يَوْمَ الجِرَاءِ، لِجَاماً يَقرَعُ الحَنَكَا
- ولا أريحت على العلياءِ حافلة
- لها سنام من الأجمام قد تمكا
- يا صَفْقَة ً مِنْ بَيَاعٍ كُلُّهَا غَرَرٌ
- مِن ضَامنٍ للعُلى من بَعدِها الدَّرَكَا
- خَلالهَا كلُّ ذِئبٍ مَعْ أكِيلَتِهِ
- من واقع طاروا من عاجز فتكا
- الموت أخبث من أن يرتضي أبداً
- لا سُوقَة ً بَدَلاً مِنهُ وَلا مَلِكَا
- كَالعِلقِ وَالعِلقِ لَوْ خُيّرْتَ بَينَهُما
- لمْ تَرْضَ بالدّونِ يوْماً أن يكونَ لكَا
- رَاقٍ تَفَرّدَ بالإحْسَانِ يَفرَعُهَا
- وَزَايَدَ النّجمَ في العَلْيَاءِ وَاشتَرَكَا
- اللين يمطيك من أخلاقه ذللاً
- وَالضّيمُ يُخرِجُ مِنهُ الآبيَ المَعِكَا
- غمر العطية لا يبقي على نشب
- وإن رأى قُلبيَّ الرأي محتنكا
- لا تتبعوا في المساعي غير أخمصه
- فأخصر الطرق في العلياء ما سلكا
- ما مِثْلُ قَبرِكَ يُستَسقَى الغَمَامُ لَهُ
- وَكَيفَ يَسقي القُطارُ النّازِلَ الفَلَكَا
- لا يُبْعِدِ اللَّهُ أقْوَاماً رُزِئْتُهُمُ
- لو ثلموا من جنوب الطود لا أنهتكا
- فقدتهم مثل فقد العين ناظرها
- يبكي عليها بها يا طول ذاك بكا
- إذا رَجَا القَلبُ أنْ يُنسِيهِ غُصّتَهُ
- ما يحدث الدهر أدمى قرحه ونكا
- إنْ يَأخُذِ المَوْتُ مِنّا مَن نَضَنُّ بهِ
- فَمَا نُبَالي بِمَنْ بَقّى وَمَن تَرَكَا
- إني أرى القلب ينزو لأدكارهم
- نزو القطاطة مدوا فوقها الشركا
- لا تُبصِرُ الدّهرَ بَعدَ اليَوْمِ مُبتَسِماً
- إن الليالي أنست بعده الضحكا
المزيد...
العصور الأدبيه